في هذه الفترة أنا أقرأ كتاب السماح بالرحيل للدكتور ديفيد، الكتاب صاحب اللون الأصفر دلالة على الشروق والبداية الجديدة واللون الأبيض دلالة على السلام والصفاء والنقاء، كنت مهتمه جدا في سنواتي الأخيره بمواضيع التشافي وحل العقد والسلام وكيفية التعامل مع المشاعر والأفكار والمشاكل وأحتواء فترات الطفولة والمراهقة ومراجعة الماضي وكسر حواجز الخوف وفعل كل الأمور التي أريدها دون خوف أو تردد أو أعذار غير حقيقية، الكتاب ناقش الكثير من المواضيع الرائعة التي تحدثت بعمق عن كيفية السماح بالرحيل، التشافي والتصالح والمداواة للكثير من المشاعر والأفكار والمواقف التي ما زلت عالق بها، لتبقى بلحظة صفاء ووعي ولحظة جديدة، لتبدو خفيفا متحررا من كل ما حدث بالماضي متوهج الوجه مليئا بالحياة،وكيفية التعامل مع المشاعر وعدم قمعها وكبتها وإعطاء نفسك الفرصة لعيش هذا الشعور المؤلم في الأوقات التي تنتج هذا النوع من المشاعر ليأخذ وقته وينتهي بعد ذلك، بدلا من كبته وقمعه داخلك ليبقى في زوايا روحك وفكرك يستثار بعد ذلك بعدة مواقف مشابهة لنفس الموقف الذي نتج عنه هذا الشعور، حين تسمح لنفسك بعيش مشاعرك السيئة تأخذ وقتها وتنتهي لتبقى روحك صافية متشافيه طبيعية، مستقبلا أحداث الحاضر بوعي وأقل أنفعالا، ليس الحل في التخلص من الأمور والأشخاص الذين لم تستطيع التعامل معهم لأنك ستصادف بالتأكيد أمورا وأشخاص أخرين بنفس الصفات، بل الحل في كيفية علاج مشاعرك وأفكارك وزيادة معرفتك ومهارتك في التعامل مع المواقف والأشخاص، إضافة إلى أن البدء بنفسك وتغييرها أسهل من تغيير الأخرين، إن رفضك في عيش مشاعرك السيئة بعمق يؤدي بالمقابل لعدم قدرتك على السرور والبهجة بعمق، بسبب عدم تفريغك لما بداخلك ولم تعطي للمشاعر السيئة الفرصة لتنتهي، يبقى بداخلك على شكل غضب وتوتر ولامبالاة، إضافة إلى أنك إن أردت ملأ ذاتك بشيء يجب أن تكون مفرغه لتستقبل شيء أخر ليبقى له مكان، تستطيع معرفة أن هناك ما يستدعي التشافي في ردود فعلك المبالغ فيها أو قد تكون لا تناسب الحدث، فتعود للماضي في محاولة أستنتاج الحدث الكبير الذي سبب ردة الفعل هذه المبالغ فيها، لا تعني الإيجابية في أن تكون سعيدا دائما ومبتسما للحياة، بل أن تعطي نفسك المساحة الكافية للتعامل مع كافة الأحداث التي تواجهها وأن تتماوج معها مهما بدت سيئة في بعض الأحيان أو جيدة، هكذا هي الحياة صعود وهبوط، وأن تكون ايجابيا في نظرتك للحياة بإبصار الحكمة من الأحداث والعوائق، وإيجاد البدائل ورؤية الجانب المشرق في ما يحدث معك، وأن تستطيع النهوض من جديد والبدء بثقة، أن تزاحم الحياة بمسراتك التي تحبها لتخلق البهجة بحياتك، أن تفعل الكثير من الأمور التي تحبها لتبدو سعيدا ولتشعر بالسعادة بداخلك، أن تتوقف في بعض الأمور لتبكي وتحزن وتفكر، تسمح لشعورك أن ينتهي، الإستماع للصوت الداخلي مهما كان ومعرفة الذات، والإستنتاج والتحليل منها، مهما بدا ذلك جديدا ولم تعرفه من قبل، أو لم تتعلم عنه أو تقرأ عنه، أن تعرف نفسك وصفاتها وأطباعها ومشاعرها وحتى أمراضها، أن ترى حلولك الجديدة التي تناسبك في مداواة قلبك وروحك وفكرك، أن تنصت لأستنتاجاتها وحلولها وتحليلاتها، أن تصارح نفسك وتكون صادق معها، أن تدرك أنك تسير في رحلة لوحدك، لأفكار ومشاعر وحياة لا يشعر يها أو يدركها سواك أنت وخالقك، وأنك تعرف ما يناسبك وما تشعر به وما يمكن مساعدتك، وما هي الأمور التي لا تناسبك ولا تحتاجها.