( إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ ) لعظم الصبر وصعوبته، تنقسم الحياة لقسمين منها الجيد والسيء، والمؤمن حين تصيبه سراء يشكر وحين تصيبه ضراء يصبر قال الرسول صلى الله عليه وسلم ( عجباً لأمر المؤمن إن أمره كله عجب، لا يقضي الله لمؤمن قضاءً إلا كان خيراً له، إن أصابته سراء شكر فكان خيراً له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيراً له ) الجزع والغضب وعدم التحمل يؤدي لصعوبة الموقف بشكل أكبر من صعوبته بعكس الصبر وتهوين الأمر والتحمل ومعالجة الأمر بهدوء ورويه مما ينعكس على النفس بالطمأنينة والسكينة والرضى، الصبر يسهل مرور المصائب على الإنسان بشكل يحتمل وأقل ضررا عليه، حين تصاب بمرض خوفك واعتراضك قد يضاعف لديك المرض ويحرمك الأجر، أما إن أخترت الصبر والرضى وتقبل الأمر تحصل على الأجر وردت فعلك الإيجابية قد تساهم بشفائك وتعافيك او عدم حدوث انتكاسة لحالتك الصحية، هناك سنن كونيه في الحياة غير قابلة للتبديل أو التغيير أو الإزالة، كالموت والفراق والمرض وحدوث المصائب والصعوبات والمشاكل والكوارث قال الله ( وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ ) تتداول الأيام من حال إلى حال، انصرف لردة فعلك بدلا من الوقائع التي تحصل، اختر الرضى والقبول والتسليم لأن ما حدث حدث ولا تستطيع تغييره او حذفه، ولكنك تختار الحل بعد ذلك، وما تختاره لردة فعلك هو ما يشكل في حياتك الفرق ويصنع مستقبلك فيما بعد، فلو قدر لشخصين حادث سيارة تسبب لهما بإعاقة معينه، قد يختار شخص منهم الحزن والتوقف والمكوث مكانه والندم ولوم الحدث أو الشخص ويبدأ بتخيل حياته إذ لم يحدث الحادث، وقد يختار الشخص الأخر تقبل الحدث والرضى وإكمال العلاج والتهيئة والبدء من جديد مؤمنا بأنها نقطة بداية جديدة وليست نقطة نهاية لحياته، لا تشكل الأحداث في حياتنا فرقا كبيرا بينما ردود أفعالنا تجاه الأحداث هي ما تشكل الفرق الكبير، وتصنع قصة حياتنا الحقيقية، الصبر على الاستمرار على المبادئ والقيم والتحلي بالأخلاق، الصبر على العبادة والصلاة والصيام وكل ما لا تطيقه نفسك وتستثقله وهو فيه خير لك، جاهد نفسك وأصبر وأمضي في الطريق الصحيح، غير قناعتك وأفكارك وما اعتدت عليه ستجد نفسك في النهاية قد اعتدت على الطريق القويم ووصلت للنهاية الجيدة التي تستحقها بعد طول صبر وجهاد، قال الله ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا ) وقال الله ( وَلَنَجْزِيَنَّ الَّذِينَ صَبَرُوا أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ) وفي أية مبشره ( وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ ) وحب الله للصابرين قال الله ( وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ ) مهما بدت الأمور سيئة بظاهرها فهي تحمل الخير الكثير لحكمة ألهيه مخفيه أو قد تكون ظاهره، فالعناية الإلهية بك تحفظك وتحميك دائما وتقدم وتؤخر الأمور لسبب ما قد لا تعرفه، لا يحرم لك رزقا إلا واعطاك الله من فضله وخيره في أمر أخر الرزق أنواع وبابه واسع أبصر ما هو رزق الله لك وما أعطاك إياه وأن ترضى بمجمل الحياة ساعيا فيما تريد بصبر مع الاستعانة والتوكل على الله والدعاء والصلاة والاستغفار والتسبيح.