قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (مَنْ أَصْبَحَ مِنْكُمْ آمِنًا فِي سِرْبِهِ، مُعَافًى فِي جَسَدِهِ، عِنْدَهُ قُوتُ يَوْمِهِ، فَكَأَنَّمَا حِيزَتْ لَهُ الدُّنْيَا)، في هذا الحديث النبوي تحديد لمن أصبح، تحديد ليوم واحد فقط بغض النضر عن الماضي والمستقبل، والإنسان حين يفكر بلحظته الحالية يكون في مأمن من الخوف والقلق وأقرب لعيش اللحظة بصفائها بعيدا عن الكدر، الأمان في السرب والعافية في الجسد وقوة اليوم من الطعام والشراب، فكأنما حيزت له الدنيا، هل أستشعرت صباحا حين أستيقاظك هذا الحديث النبوي، أستشعرت أنك في مأمن في مكانك أو بيتك أو في نفسك، لا يوجد عدو حولك تخافه ولا تترقب عدو يلاحقك، لا يوجد في مكانك حروب أو لصوص، ولا توجد براكين أو زلازل أو فيضانات وما شابه ذلك، الأمان في بقعة الأرض التي تعيش فوقها ولا يوجد خطر يهددك لزعزعة هذا الأمان، والطمأنينة في قلبك وفكرك، أستشعرت العافية في جسدك تسري في كل أنحاءه وقدرتك على الحركة والتنقل والعمل ومزاولة يومك وأوقاتك بما تريد، وعدم شعورك بالأمراض والألم وتنعمك بالصحة والعافية، أستشعرت وجود قوة يومك، ووجود الطعام والشراب لديك، وإمدادك لجسدك من الأكل والشرب، الكثير منا منعم بهذه النعم وتكون الدنيا في حوزته في صباحات كثيرة، نعم الله كثيره وزاخرة بالعطاء، الحمد لله على نعم الله، الحمد لله على الأمان والطمأنينة والسلامة، الحمد لله على العافية، الحمد لله على توفر قوة اليوم من الطعام والشراب، الحمد لله على حيازتنا للدنيا في أيام كثيره.