قد تحدث من الأمور البسيطة أمور عظيمة، وتستيقظ من نومك وأنت لا تعلم تفاصيل أحداث هذا اليوم الجديد، هل سيخبئ لك أمور مبهجة أم أمور تحمل بداخلها الصعاب، يوم ١٤٣٥/١/١ مع بداية سنة جديدة استيقظت فجرا للتجهيز والذهاب للمدرسة، كان اليوم مميز وغير اعتيادي استيقظت سعيدة متحمسة لبداية تفاصيل مختلفة لسنة جديدة، كنت أريد إعداد قهوة وضعت البن والهيل بداخل المطحنة ولم أكن أعلم بأنها معطلة شبكت فيش المطحنة باليد اليسرى وبنفس الوقت أردت أمساك غطاء المطحنة والضغط عليه لكي يشتغل بيدي اليمنى، ولأن المطحنة معطلة فقد بدأت بالعمل حين شبكت الفيش بالكهرباء قبل أن أضغط على الغطاء، فبدلا من أن أمسك بالغطاء لتشغيله طار الغطاء فأصبحت يدي اليمنى بداخل المطحنة والحديد يدور بسرعه مخترقا أصبعي السبابة والوسطى عدة مرات لقد طار كل شيء، ارتفعت نسبة الوعي لدي وأنا أرى الغطاء طار و حبيبات البن والهيل تتطاير في المطبخ، أسرعت في فصل الفيش بيدي اليسرى في محاولة مني لاستيعاب كل ما حصل، شعرت بألم بيدي اليمنى نظرت إليها فوجدت أصبعي السبابة قد قطع جزء منه كان كل شيء في الخارج في منظر غريب لأول مرة أراه والدم يتساقط مني أنقسم أظفري لثلاثة أقسام، ألم قوي واحساس بالتنمل والضعف وقطع بسيط في بداية الجلد في الأصبع الأوسط لم أكن قادره على تحريك يدي اليمنى تماما، بكيت وذهبت للمستشفى، اجتمعت ممرضات المركز هناك قبل أن يأتي الدكتور وضعوا لي البنج ونضفو الجرح ليختم الدكتور بعد ذلك برتبة واحدة ولف الشاش على الأصبع أعطاني موعد بعد أربع ساعات لعمل أشعة لعظام أصبع السبابة للتحقق من وجود كسر أم لا، عدت مجددا للموعد و تبين حدوث كسر في العظم تم تحويلي لمستشفى أخر، لقد كانت رحلة طويلة من العلاج بتفاصيل علمتني وأمورا صعبة تجاوزتها، لقد أدت بي لأن أكون أكثر تعاطفا مع المرضى وأن أحترم عجزهم المؤقت، لم أستطع في البداية أن أحل واجباتي المدرسية أو أن أقوم بأجوبة الاختبارات بالورقة، كنت عاجزة تماما عن تسريح شعري، مبدأ أن تعيش بيد واحدة ويدك اليسرى التي لم تكن معتادا على استخدامها بشكل أساسي لقد كانت لدي يدان فقط وعشرة أصابع، حين كسر أصبعي وفقدت استخدامي ليدي لمدة أيام طويلة، مدت لي أيادي كثيرة لمساعدتي، من إمساك القلم بدلا عني وكتابة تلك الاوراق الكثيرة على مدار الشهر وتسريح شعري وحمل أغراضي، وإعفائي من القيام بمهامي المهمة، الرحلات الطويلة للمستشفى والمراجعة والأشعة والأدوية بالإضافة لأكواب الحليب والبيض والغذاء الذي كانت تعده لي أمي، الذي كنت أكله مرغمة منتظرة انتهاء تلك الفترة لأبدأ يومي بقهوتي المفضلة، بعد شهر و ١٢ يوم بالضبط في اليوم الثاني عشر ذهبت للمستشفى ليلا ليخبرني الطبيب بأن الأمور أصبحت بشكل جيد وأن الكسر قد جبر و فتح الشاش وسمح لي بمواصلة حياتي بشكل طبيعي، لقد كان خبرا سارا حقيقيا، لقد عدت المنزل والسعادة تغمرني مع حالة تكيف جديدة للتعامل مع وضعي الجديد بأظفر مكسور بدأ يسقط لينبت بدلا منه أضفرا جديدا، وجلد قد حوله الشاش بتلك الفترة الطويلة إلى تجاعيد وسواد، لم أكن أستطيع تحريك أصبعي بسبب فترة التوقف الطويلة عن استخدامه أوصاني الدكتور بعد ذلك بعمل تمارين للأصبع وبعد فترة أيام قليلة استطعت تحريكه واستخدامه بشكل طبيعي.