كان لها من أسمها نصيب، كانت محمله بالبشائر، لها أبتسامة مميزه، وتحب الثناء ومدح الأخرين وذكر مميزاتهم ومحاسنهم، متفائله، وصبوره وقوية، كانت مكافحه في الحياة مستمره، جمعتنا الأقدار على مقاعد الدراسة طيلة سنوات الدراسة المدرسيه، كانت قريبتها صديقتي المقربه، ثم أصبحنا فيما بعد أنا وهي صديقتين، ثم فرقتنا الأيام وباعدت بيننا السنوات وأنقطعت عننا أخبار بعضنا، كانت تخطر على بالي في كثير من الأحيان، تزورني ذكراها والمواقف والأحداث، يتردد في عقلي صوتها وكلماتها، لم يأتي ببالي أن تكون فارقت الحياة وماتت ودفنت تحت التراب، ظننتها حيه في مكان ما ولا أعرف أخبارها، شهر رمضان ١٤٤٣ هجري يوم ١٨، أستيقظت صباحا وعلمت حينها خبر وفاتها، دعوت لها كثيرا، لم تغب صورة بشائر عني لعدة أيام بعدها، ولم تنقطع دعواتي لها في الشهر الفضيل وفي أوقات أستجابة الدعاء، حزنت كثيرا، تذكرتها تذكرت صورتها وصوتها ووجودنا سويا، ماتت بشائر بعمر العشرين، شابة في مقتبل العمر ولكن في هذا السن تحديدا هو نهاية حياتها وخط النهاية، بأمر الله وقدر مقدر وكتاب مكتوب لأقدار البشر، علمت فيما بعد أنها توفيت قبل ٤ أشهر، يظل الموت دون وداع دون الكلمات الأخيرة أو النضرة الأخيرة أو المصافحة الأخيرة، يرحل الشخص بدون مقدمات ويتركك تودعه بطريقتك الخاصة، يتركك تنهي علاقتكما التي بدأتوها سويا لوحدك، وخير الصديق من يتذكرك بعد موتك بصدقة أو دعاء أو فعل خير أو إحياء سيرته، تسائلت لما عرفت خبر وفاتها متأخرا بعد ٤ أشهر وهي قد دفنت منذ وقت طويل وغابت وذهبت أيام العزاء، لم لم أكن محظوظه حتى بالدعاء لها منذ أول ليلة ماتت فيها، هل تعلم الأن دعائي هل يصلها حتى بعد ٤ أشهر، هل يرن صوتي عندها وتسائلت عن الشخص الجديد الذي بدأ للتو يدعو لها ويظم أسمها في قائمة دعواته، هل تشعر بالأمتنان لصداقتنا وأيامنا سويا الذي ثمرته الوفاء حتى وإن كان متأخرا، أدركت في وقت مبكر منذ أن كنا أطفالا في مرحلة الأبتدائية أنه بصحبتها مرض معين ولكني لا أعرف ما هو، كبرنا سويا تجمعنا جدران فصول المدرسة، وعرفت فيما بعد أنه يسكن جسدها ذئبه حمراء، تشاطرنا سويا الأحداث، بحثت عن مرضها، شاهدت ألامها وتعبها وقوتها وكفاحها، كانت تشكي إلي وكنت أنظر إليها بعينين حائرتين أكتشف أعراض الذئبه ودوائها معها، أمضينا ليالِ طوال نتحدث عبر الهاتف نحكي قصصنا بالصباح ونعيد سرد الأحداث دون ملل، أخبرتني في نهارِ ما قائلة، رحاب أنا أحبك، رددت عليها ضاحكة وأنا أحبك، أحبني قلبها وكم كنت محضوضه، ولكن ذلك القلب قدر له أن يمرض ويتوقف نبضه بكل الحب الذي يحمله والمشاعر الرقيقه والعطاء والمسانده، ماتت بشائر مع قلبها، وخسرت أنا قلبا يحبني، ولكن قلبي الذي أخبرها بأنه يحبها ما زال ينبض سيضل يذكرني بكِ لأدعو لكِ ليأتي طيفك في الليالي السوداء تنيرين عتمتها، وليأتي الصباح حاملا طيف أبتساماتك المشرقه في صباحات ماضيه، لتبقى ذكراكِ حاضره تعلمني عن قصة كفاح وأمل وقوة، وبالرغم من كل الصعاب، هناك مكان للإبتسامة للحب للعطاء للأمل والتفاؤل للإنجاز والنجاح، اللهم أرحمها وأغفر لها وأعفو عنها وأجعل ما أصابها تكفيرا وأجرا ورفعة لها يارب العالمين اللهم ووسع ونور قبرها وأجعل قبرها روضه من رياض الجنة اللهم أسكنها الجنة.
بشائر
تدوينات اخرى للكاتب
وقفات في القرآن
(رَبِّ قَدْ آتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ وَعَلَّمْتَنِي مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَنْتَ وَلِيِّي فِي الدُ...
رحاب الوافي
الصحة النفسية
اليوم العالمي للصحة النفسية ١٠ أكتوبرالنفس البشرية التي بداخل الإنسان، تُسر وتحزن وتتألم وتشفى، وتصاب بأمراض وتتعافى، وتتلقى الصدمات النفسية...
رحاب الوافي
الرحمة
الرحمة من القوة، وهي دليل على رقة القلب، وحسن النية وطيب المشاعر والأفكار، الرحمة هي خلق عالي وصفة إنسانية عظيمة، أن تكون رحيما يعني أنك تفك...
رحاب الوافي
هذه التدوينة كتبت باستخدام اكتب
منصة تدوين عربية تعتد مبدأ
البساطة
في التصميم و التدوين