الطوفان الذي يغلي في صدرك لن يتوقف حتى تفعل شيئاً حياله لا لتهدأته بل للتنفيس عنه, الطوفان يقول لك: مكاني ليس بالداخل وأنت بتجاهله تقول له: هو محلك, بيتك اعبث فيه كيفما شئت! 

يحشد الطوفان أجزاءه من تفاصيل تدعها جانباً, أخرى تعطيها حالة إيقاف مؤقت, وثالثة تدسُّها تحت بساط تفكيرك اليومي لأنه - تفكيرك اليومي- أضيق من أن يتسع لها, لكنه بالتأكيد واسع كفاية لتخبئتها -عنك- تحته بإحكام ليوم على الأقل, لعمر على الأكثر !

يحشد الطوفان أجزاءه ليغمرك مرة, ليطفو بك إلى أي مكان لا تريد أن تصل إليه, ليغرقك لو اضطر أمره إلى ذلك. من تكون أنت بالنسبة إليه لتُشكِّله, لتُراكم تفاصيله, ثم تحول دونه ودون المرحلة الأخيرة من اكتمال تكوّنه, تحول دونه ودون حريته ولو كان ذلك يعني إيذاءك داخلياً/تدمير أشياءك أو حتى إعادة تشكيل حياتك ليضمن انسيابه الأخير دون عرقلتك له!