( هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنْسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئًا مَذْكُورًا ) لم تكن موجودا في هذه الحياة خلقك الله وأوجدك ومن بعد ضعفك في الطفولة وهبك القوه في شبابك ( إِنَّا خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعًا بَصِيرًا (2) إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا ) إما أن تكون شكورا أم كفورا ومن يختار الشكر فقد فاز فوزا عظيما ومن يختار الكفر فقد خسر تلك هي الحياة الخاسرة التي يعيشها الانسان طيلة حياته حين يكفر بأنعم الله عليه ولا يؤدي ما عليه من عباده وأركان الاسلام تمر عليه الأيام والأشهر والسنوات وهو لا يصلي ولا يسجد لله لا يعرف الطريق إلى المساجد ولم يدعو مرة ويرفع يديه لله لينعم بكرم الله وعطائه يمر عليه رمضان تماما مثل الأشهر الباقيه ويعيش في ظلام طوال حياته لم يذكر الله في قلبه ولم يفتح القرآن منذ عقد لربما ولا يفقه أياته ذلك هو الكافر الذي لا يؤمن بوجود الله ولا بالدين ولا بالرسل المرسلين ولا بالقرآن المنزل او أولئك الكفار المتكاسلين عن الإيمان وأتباع أوامر الدين وأجتناب نواهيه أو من فضل اتباع هواه عن أتباع أمر الله او من فضل أن يمشي مع بقية الأفراد الذين حوله ويتبعهم او قرر أن يتخذ دين أبائه دينا بدلا من أن يختلف عنهم أو لأولئك الكفار الذين يعتقدون أن عمرهم كثير بما يكفي للإيمان والتوبه لاحقا الله هو خالق الانسان فكيف للانسان أن يعيش عمره كله دون أن يرجع إلى من خلقه يطلبه ويدعوه ويصلي له ويشكر نعمه عليه كيف أن يستظل الانسان برحمة أقل من رحمة الله به وكيف له أن يعيش العمر كله دون ان يستمد القوة منه والرزق والنور كيف له أن يتقدم بالحياة خطوه خلف الخطوه دون ان يتوكل عليه ويستخير متجاهلا تلك الفطره السويه أن يفضل ضعفه على قوة الله وجبروته وأن يستعين بذاته عن الأستعانه بالخالق الأعظم كيف له أن يسير بخطواته باحثا عن الرزق والله هو الرزاق الوهاب ان الحياة مع الله لها معنى ويكون الجانب الروحاني لديك ممتلئ وهذه من أهم أسباب الراحة والطمأنينة والسعادة إن الحياة مع الله مليئة بالهداية والنور والعدل والتوفيق تهديك الصراط المستقيم تجعل حياتك أفضل وتهديك لمحاسن الأمور وعلو الأخلاق والأهداف ولك في رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم أسوة حسنة ان الظالم الذي أختار العيش بالظلال والظلام والكفر يتخبط في الحياة لا يدري لأي وجهة يريد الذهاب إليها تصبح حياته فارغه من كل شيء وتمضي سنينه خاسرة من يختار بنفسه أن يذهب للعذاب بنفسه ان يبات لياليه في قبره وحيدا في ظلمة واسعه لا نهاية لها وضيق من يختار الهلاك لنفسه وأن يلقى في النار وعذابها ولهيبها من فضل كل ذلك على نعيم الجنة ولذة النظر إلى وجه ربه الكريم وأن يتكئ على الارائك ويدعو بكل فاكهة قرر التخلي عن تلك الكنوز والقصور والبيوت وأي كنوز هي ومساكن تلك هي كنوز ومساكن الجنة التي لا تشبه الدنيا فيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر لباسهم فيها حرير ولا يظمأون فيها ولا يجوعون تلك هي الجنة فأي فوز هو يختاره الانسان بنفسه أم خسارة تهلكه في النار لا تغرك الدنيا وزينتها وتفتنك وتتبع الهوى وطريق الظلال الدنيا فانية فأختر ما يبقى ويدوم بعد ذلك وهي الحياة الأخره حيث لا موت فيها ويكون الانسان خالدا فيها فأي خلود تريده هل في النار ام في الجنة لديك الخيار الان لديك حرية الأختيار بالايمان او الكفر باب التوبه مفتوح الان والله يفرح بتوبتك ويقبل التوبه من عباده ويغفر الذنب ( قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (53) وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ )