"العلم كأداة للهيمنة الأجنبية" :


🕸" العلم ليس له وطن " ، هذه كانت حجة الدكتور احمد زويل وهو يمارس نشاطه " العلمي " مع الاسرائيلين حسب الدكتور محمد أشرف بيومي، الذي كان يعتبره زويل أستاذاً متميزاً له . لكن فراقاً أبدياً سيحدث عندما يصر زويل على "اشراك ٤ اسرائيليين في مؤتمر الكيمياء الضوئية "، ويصر بيومي على الرفض.


🕸كان هذا عام ١٩٨٣، وبعد حوالي ٣٠ عاماً سيضم الرئيس الأمريكي اوباما زويل إلى مجلس الرئيس الاستشاري للعلوم والتكنولوجيا ( PCAST ). وسيزور زويل مصر كمبعوث رسمي لرئيس الولايات المتحدة، وسيتم طرح فكرة مشروع مصر القومي العلمي ( مشروع زويل ) ، وسيكتب الدكتور بيومي بحثاً حول المشروع، بحث يموضِع مشروع زويل في سياقه الأكبر، سياقه السياسي والاقتصادي، فالعلم عند بيومي، وغيره طبعاً - على عكس ادعاء زويل - لا ينفصل عن سياقه السياسي، لقد تم استخدام العلم دائما كأداة للهيمنة، وفي عصرنا، كأداة للهيمنة الغربية الرأسمالية الامبريالية تحديداً . 


🕸إن الغرب الامبريالي يرفض أي تطور حقيقي وجَدِّي لمجتمعات الأطراف، ويضع العوائق في طريق أي مشروع تنموي وطني أصيل مستقل، وهو يستخدم في هذا السبيل الوسائل الخشنة كالحرب والقتل والانقلابات، كنا يستخدم الوسائل الناعمة، كالإعلام، والعلم .


🕸ومشروع زويل لم يكن ممكناً إعرابه إلا عند وضعه في الجملة السياسية والاقتصادية الغربية، فهو وإن كان مصرياً - أي زويل - وإن كان يدعي أنه غير سياسي، إلا أنه، شاء أم أبى، كان أداة لفرض واستمرار الهيمنة الغربية . فهو مبعوث رئاسي أمريكي، ومصر الرسمية، ما بعد عبدالناصر، انخرطت في آلة الغرب الامبريالي، وعرض سريع، قام به الدكتور بيومي، لمجلس أمناء مشروع زويل، ولأهداف مشروعه، كل ذلك، وغيره، بين لنا ان العلم، ومشروع زويل طبعا، لا يمكن أن يكون منفصلاً عن المشروع الغربي للهيمنة، فهذا الانفصال ضد وقائع التاريخ وضد طبيعة الأنظمة وضد معطيات الحاضر . 


🕸ولاثبات ذلك عرض الدكتور أشرف بيومي في بحثه عدة أمثلة وأحداث، واقتبَس عدة أقوال، وألحَق بكتابه عدة وثائق ... وسأكتفي بهذا المثال : 


كانت هناك تجربة واعدة، وهي تجربة " مركز البحوث والدراسات العليا بالاسكندرية " . كان هذا المشروع ( وكان الدكتور بيومي جزءاً منه ) يطمح أن يكون عاملا في " إقامة قاعدة وطنية قوية "، و أن يساهم في البحوث الأساسية التي تفرضها أولويات التنمية "المصرية" . وهذه المشاريع المرتبطة بالقاعدة الوطنية وبالتنمية الوطنية-المصرية في هذه الحالة- هي المشاريع المطلوبة وطنيا، والمرفوضة غربيا؛ فالتنمية في عالم الأطراف لها احتياجاتها وأهدافها ووسائلها، التي تختلف، بل وتتناقض، مع مصالح الغرب الامبريالي، لذلك يتم احتجاز تطورنا ويتم منعنا من إقامة قاعدة علمية قوية وأصيلة تخدمنا ... ( ولذلك تمت محاربة محمد علي وجمال عبدالناصر وعراق صدام حسين، ولذلك تتم ملاحقة العلماء وتصفيتهم كالدكتور يحي المشد خريج جامعة الاسكندرية، التي تخرج منها زويل، ثم وضع يده في يد الرئيس الاسرائيلي وايزمان واستلم جائزة " وولف " الاسرائيلية في الكنيست الاسرائيلي) ... بعدين بحكيلك فش علاقة بين العلم والسياسة ! . 


🕸لذلك كانت هذه التجربة مطلوبة، ومهمة، وطنياً، ومرفوضة غربياً، وليس صدفة بالتالي، ان يساهم الدكتور زويل - الذي لا دخل له بالسياسة - في افشال التجربة الطَّموحَة الواعِدَة، تجربة مركز البحوث والدراسات العليا بالاسكندرية، بالاشتراك مع رئيس الجامعه الدكتور محمود الحضري؛ فقد تم - حسب الدكتور بيومي - تغيير أهداف وفلسفة المركز، والاكتفاء بتظاهرات علمية وشكلية فارغة المضمون، ومنفصلة عن أهداف المجتمع المصري وحاجاته الوطنية، (اي حاجات الناس ومتطلباتهم في المحصلة ) .


🕸إن التقدم العلمي والمشاريع العلمية لها شروطها التي عددها الدكتور بيومي، اهمها استقلاليتها، و توفر إرادة سياسية لإنجاحها، وانطلاقها من حاجاتنا، وارتباطها بخطتنا التنموية (الوطنية). فلا يمكن لنا ان نتقدم ونحن تابعون، لذلك فإنّ اي حديث عن اصلاحات ادارية، مشاريع علمية، خطط طموحة ... الخ، كل هذا كلام فارغ إذا لم يتم علاجة ضمن رؤيا وطنية كبرى، وأنت تابع لن تستطيع تحقيق أي شيء، بل ستظل تتراجع وتتراجع حتى تصل الى ما بعد القاع .


🕸ويضرب الدكتور بيومي لنا كوبا وغيرها، مثالا على النجاح العلمي الذي حققه الاستقلال ورفض التبعية .


🕸أخيراً اود ان أنوه الى مساهمات الفيزيائي الدكتور أنطوان زحلان ( ١٩٢٨ - ٢٠٢٠ )، والذي استَشهَد به الدكتور بيومي عدة مرات، فالرجل صاحب مواقف، وصاحب مؤلفات رائدة في الموضوع .... ( من) كتبه : 


▫️العرب وتحديات العلم والتقانة : تقدم من دون تغيير. ( يُفضِّل الدكتور بيومي ان يكون العنوان الفرعي حركة من دون تغيير ) .


▫️العرب والعلم والتقانة . 


▫️العلم والسياسة العلمية في الوطن العربي .


▫️البعد التكنولوجي للوحدة العربية . 

 


▫️العلم والتعليم العالي في اسرائيل ١٩٧٠ . (لاحظ التاريخ، من اوائل من تناول هذا الموضوع) . 


هذه خلاصة البحث المهم الذي خَطَّه الدكتور محمد اشرف بيومي محذراً من مشروع زويل، ومن استهداف زويل لجامعة النيل، ( الجامعة التي كان لديها خطة طموحة لأبحاث مهمة).