حتمية تحول المجتمعات البشرية
الإيماني العميق بأهمية أن نولي هذا الموضوع أهمية قصوى، فقد قررت ان اتناول موضوع 'حتمية تحول المجتمعات' من منظور آخر.ميدل ايست أونلاين 2011
بقلم: د. سالم موسى -القحطاني
التعليم التحولي
الحقيقة انني قد ناقشت هذه الجدلية في موضوع سابق نشرته في "ميدل ايست اونلاين" بعنوان "حتمية تحول المجتمع السعودي" على الرابط التالي:
http://middle-east-online.com/?id=96792
منطلقا من رؤى ونظريات علمية وفلسفية. ولأهمية الموضوع "حتمية تحول المجتمعات"، خاصة وان المجتمات البشرية من كل الحضارات ومن مختلف الثقافات والاعراق اصبحت تعيش "تثاقفا وتواصلا لحظيين بالنص والصوت والصورة" عبر شبكة تقنية المعلومات الرقمية المذهلة, ولأن مثل هذا "التثاقف والتواصل" سيمهد الطريق لتحولات مجنمعية كبرى في المستقبل المنظور, ولأن هناك من لا يزال ينظر لموضوع "حتمية التحول المجتمعي" بعين الريبة والشك, جازما ان نظرية التحول نظرية عبثية لا يمكن ان يكون لها موطىء قدم في وسط ثقافي محصن بقيم ومبادىء راسخة وفي وسط مجتمعي يغلب على سلوكه التدين.
ولإيماني العميق بأهمية ان نولي هذا الموضوع أهمية قصوى، خاصة والعالم العربي الذي يعيش الان واقعا مضطربا, فقد قررت ان اتناول موضوع "حتمية تحول المجتمعات" من منظور اخر, وقد اعتمدت في شرح فكرة "حتمية التحول" في هذا المقال على نظرية "التعليم التحولي" كما صاغها جاك ميزيرو (1978), احد رواد التعليم المستمر للكبار, بالاضافة الى فرضية ستاين ديفد (1986) المتخصص في تعليم الكبار ايضا.
الواقع ان علماء التربية والاجتماع, وفي مقدمتهم ميزرو, وتيلور, ولاكافا وكنج, ومن خلال ابحاثهم في مجال التحول المنظور في سلوكيات عينة كبيرة من الطلاب الذين وفدوا للدراسة من دول اجنبية مجاورة للولايات المتحدة الاميركية, قد خلصوا الى ان التحول في الافكار والمعتقدات والسلوك امر حتمي, واقتبسوا الكثير من الادلة والشواهد التي رصدت وثبتت بأقلام عينات البحث, التي تؤكد انهم قد تأثروا بالتجارب والمعارف والافكار التي واجهوها اثناء انتقالهم الى بيئات حياتية واكاديمية تختلف عن مكان المنشأ, وان قناعاتهم ونمط تفكيرهم السابق قد تغير بشكل كبير.
• اجماع علماء الاجتماع على حتمية التحول
ولاحظوا من خلال البحث والتجربة ان عملية التحول في الفكر او المعتقد تتم من خلال ما يتعرض له الفرد "المجتمع" من "صدمات فكرية" او مخترعات تقنية او صناعية تعمل على تغيير نمط حياته وسلوكه وعلاقاته مع محيطه الاجتماعي والبيئي. وان هذا التحول مرده الى ان المجتمعات البشرية تعتبر كائنات حية متغيرة وقابلة للتغيير ليس ذلك فحسب بل ساعية له بشكل آلي. ويعتبر الكثيرون ان هذه "الميكانزم" التي تدفع بالتغيير مصدرها صراع "البقاء للانسب" كما في نظرية داروين الشهيرة, والتي يرى علماء الاجتماع ان ذات "الميكانزم" المتعلقة بتطور ونمو الكائنات الحية تنطبق على نظام ومسيرة الانسان الثقافية اوالتاريخية.
ويؤكد ون ان التغيير ضرورة ملحة وان تحفيز المجتمع للقبول بالتغيير يعد مظهرا ايجابيا من شأنه ان يكيف المجتمع للقبول والتماهي مع المستجدات الفكرية والانماط الحياتية الجديدة حتى يستطيع المجتمع تنفيذ خطط الاصلاح والتطوير بسلالة وبدون معوقات. ولذلك يحذون من ان التصادم مع خطط التطوير او رفضها سيترتب عليه تعطيلا "مؤقتا" لخطط التطوير والتحديث, ما يعني "لخبطة" بنية النظام المجتمعي. أي بروز اشكاليات مجتمعية خفية تؤدي بالمجتمع الى التفكك والانهيار, يصاحب ذلك تفشي مظاهر المحسوبية والفساد, وهذه الاشكاليات الخفية تعد احد ابرز العوامل المؤدية للثورات والصراع.
• نظرية ميزيرو "التعلم التحولي"
في عام 1978, وصف جاك ميزيرو بعدا جديدا لنظرية التعلم, وسماها "التعلم التحولي" واصفا حدوث التحول في الافكار والرؤى لدى المتعلم البالغ امرا حتميا, ويعزو ذلك الى تعرض المتعلم لافكار ومواقف وتجارب جديدة, وان عملية تفاعل المتعلم في سن النضج والى مرحلة التعليم الجامعي مع هذه المستجدات تفرض عليه وبموجب استعداده الذهني والعقلي ان يتعامل معها بـ"منطقية وعقلانية" بخلاف الاكبر سنا الذي لوحظ ان قابليته للتحول تبدو صعبة لكن ليست مستحيلة. ووفق ميزيرو, فإن هذه الالية التحولية تثار حينما يواجه المتعلم اشكالات معرفية او تجارب حياتية غير مالوفة لديه, ونتيجة لذلك, فإنه يخضع نفسه لما يسميها ميزيرو بـ "الادراك الواعي" اي التمييز بين وجهات النظر او قناعاته المعرفية السابقة ووجهات النظر او الافكار الجديدة, ومن ثم يتخذ القرار في التحول, وذكر ان المتعلم يمر بـ 10 مراحل قبل الى ان يصل الى ما يسميها مرحلة "العتق" اي التخلص من كل القيود الفكرية السابقة. سأحاول ذكر اهم المراحل ودمجها مع بعض كي لا نطيل الموضوع.
المرحلة الأولى في نظرية التعلم التحولي حسب جاك ميزيرو, "الحيرة والاضطراب". هذه الحيرة تمثل أولى المواضيع الرئيسية الثلاثة في نظرية التعلم التحولي. ويرى ان الفرد حينما يمر بتجربة معرفية او فكرية جديدة, فان هذه المعرفة لن يتقبلها بشكل سريع بل سيحاربها بشكل قوي, ويفترض ميزيرو ان السبب يعود الى ان "بناء المعنى" لدي المتلقي لهذه المعارف او التجارب الجديدة وبما يحتوي من معارف ومعاني محددة او مؤطرة بثقافة وعوامل بيئية معينة سيرفض بشكل تلقائي القبول بتلك الافكار او التجارب الحياتية الجديدة, ويرى الباحث انه وبالرغم من الرفض المبدئي الا انها ستظل مقلقة بالنسبة له وبحاجة الى توضيح, ونظرا لسعي الفرد بدافع الفضول او البحث عن الحقيقة فان هذه تسبب له "حيرة -معضلة", ويؤكد انه طالما ان المعارف او الخبرات الجديدة التي تواجهنا لا تتناسب مع تركيبتنا الذهنية وما تحتوي من بناء لغوي ذا معاني محددة ومختلفة, فإننا غالبا ما نفضل وكردة فعل اولية ان نحاول الابتعاد عن التطرق لهذه المواضيع او الافكار لكننا نفشل في تجاوزها.
بعد مرحلة "الحيرة والاضطراب" تأتي المرحلة الاهم حسب النظرية, وهي مرحلة التفكير النقدي, فيبدأ المتعلم في تفحص ذاته ويصاحب ذلك مشاعر الذنب والعار وفي ذات الوقت يبدأ اولى خطوات التقييم النقدي لمجمل الافتراضات المعرفية والاجتماعية والثقافية.
ينتقل بعدها المتعلم الى مرحلة "الحديث العقلاني", يبدأ يستطلع مع الاخرين الاكتشاف الجديد التي تتصادم مع فرضياته وتصوراته السابقة وعلاقتها بالثقافة السائدة في داخل بمحيطه الاجتماعي, ويتبادل مع الاخرين ممن يشاركونه تبني هذه الافكار الجديدة الاعتراف بسخطهم من الاوضاع السابقة وانهم ايضا يتقاسمون عملية التحول, وان عزائهم في ذلك التحول ان اخرين قد مرو بتحولات مماثلة.
وقد بين ميزيرو من خلال تجاربة الميدانية ان التحول يبدأ من سن البلوغ ويمتد الى سنوات الدراسة الجامعية, ويؤكد ان التحول بعد هذا السن يكون مقيدا بالبناء المعرفي الذهني ومدى قابليته للتحول من عدمه. فمثلا هناك اشخاص تجد ان لديهم القابلية للتحول حتى وهم في سن متأخر جدا, بينما اخرون تجد ان تفكيرهم لا يتقبل هذه الافكار نظرا لأن بناء المعاني لديهم يتمحور حول نمط فكري او عقدي معين او ربما قد يقبلون بها, لكن قد لا يظهرون حقيقة تحولهم نظرا للضغوط الاجتماعية التي غالبا ما تقيد سلوكهم وتفكيرهم خاصة اذا كان ثمن اعلان تحولهم سيلحق الضرر بمكانتهم الاجتماعية او مصالحهم المادية.
في طرح آخر, يفترض - ستاين (1986) ان المتلقي للمعرفة الجديدة او كما يسميها بـ "المجهول" يمر خلال تلك التجربة بخمسة مراحل قبل ان يعتنقها او على اقل تقدير قد يتصالح معها.
المرحلة لأولى: الادراك, في هذه المرحلة وفي خضم تجربته مع المجهول "الفكر الجديد" يكون الفرد او المتعلم على درجة عالية من الحذر والقلق يقودانه في آخر المطاف الى الانخراط في التفكير العميق والرغبة في فهم ذلك "المجهول" او الفكر الجديد. والتساؤل الذي كثيرا مايردده مع نفسه هو: ماهذا الامر..؟!
المرحلة الثانية: "الملاحظة", يحاول الفرد في هذه المرحلة فحص المشكلة او الاشكالية ويصبح لديه الشجاعة بقبول الاقتراب منها, مع اليقظة لحسه المتشوق لمعرفتها.. والتساؤل الذي كثيرا ما يردده مع نفسه هو:كيف تكون هذه مقارنة مع ما اعرفه؟!
المرحلة الثالثة: "الفعل", يحاول إيجاد وجهات نظر او منظورات ذات معاني مختلفة ثم من خلالها يصدر حكما وفقا لما يتصوره اكثر منطقية. والتساؤل الذي كثيرا ما يردده مع نفسه هو: لماذا لا أقوم بتجربتها او مناقشتها مع الاخرين ..؟!
المرحلة الرابعة: المواجهة, في هذه المرحلة يصبح الفرد مهتم بالمجهول رغم انه يدرك بأنه سيبقى "مجهول". يمر فيها الفرد بحيرة ذهنية تؤدي به الى اختيار احد ثلاثة خيارات: 1- تجاهل المواجهة, 2--محاربة تلك الفكرة, 3- او اختيار تبني هذا المجهول, والتساؤل الذي كثيرا ما يردده مع نفسه, هو: هل حقا اعرف ذلك؟ وهل اود ذلك؟
المرحلة الخامسة: "الانخراط", وهذه تشير الى التفكير, والتاكيد, والى اتخاذ القرار المناسب, وهذا يعني ان المجهول اصبح متجذرا في التصور الذهني للفرد المتلقي او المتعلم, بحيث يستحيل التخلص منه, بل ان قبوله والتماهي معه اصبح خيارا تصالحيا جيدا.. والتساؤل هنا: كيف وجد هذا؟ وما هي الاحتمالات الاخرى التي لها معنى افضل..؟ وماهو المعنى المناسب لي؟ وبناء على ذلك يؤكد باريرستاين انه كلما زادت عملية "الانخراط" زادت مساحة الاستيعاب وارتفعت درجة التكيف مع المجهول, يتلاشى بعدها التساؤل المستهجن وتختفي حدة الرفض المصاحب. ويؤكد ان الافراد من الفئات العمرية الصغيرة والمتوسطة بأنهم الاسرع في التقبل والتكيف مع الافكار الجديدة "المجهول", بينما يعتقد ان كبار السن، وخاصة ذوي التوجهات الدينية العميقة يستحيل تغير قناعاتهم السابقة, لكنهم في الغالب يلجأون الى التصالح معها, ويرى انهم في الغالب يتجنبون قراءة او التعرض للافكار والتصورات الجديدة ويفسر ذلك بالقول انهم بطبيعتهم "قراء انتقائيين" بمعنى انهم يختارون قرائة الموضوعات التي تسير وفق ميولهم فقط.
• كيف ينظر خبراء التعليم لمستقبل الافكار
يؤكد لورانس ليسنج, في كتابه المعنون بـ "مستقبل الافكار" (2002) القول, "الحقيقة اننا اذ نشهد تطورا كبيرا في وسائل الاتصالات وسرعة انتقال المعلومة والافكار بين سائر الحضارات ومختلف الثقافات, فاننا يجب ان نعي ان تاثيرها (أي تلك الافكار والمعلومات) وهيمنتها على سلوكيات غالبية افراد مجتمعاتنا, سيكون واقعا ملموسا".
ويعتقد, "ان الوقت قد حان للعمل من اجل اشاعة الثقافات الاخرى في مؤسساتنا التعليمية ليس لفهم الالية التي تفكر بها تلك المجتمعات فقط بل لتوجيه وتدريب طلابنا للتماهي مع تلك المعلومات وقبولها وقبول افرادها دون تمييز". ويضيف قائلا, ان على المجتمعات المتشبعة بفكرة الثقافة المتسيدة ان تستفيد من ثقافة المجتمعات الاخرى بدل من محاولة الاصطدام معها ورفضها, لان أي منا لم يعد باستطاعته احتواء ثقافته وخصوصياته في ظل ثقافة مجتمعات عالمية اصبحت تعيش وكانها في قرية صغيرة جدا بفضل المنجز الحضاري المتمثل في الثورة المعلوماتية الرقمية. وخلص الى القول ان المعرفة المشاعة عبر الانترنت والفضائيات وحتى تقنية الهاتف المتنقل الذي يتطور بشكل سريع سوف تؤثر سلبا او ايجابا في تشكيل واعادة تشكيل وعي الافراد والمجتمعات بما يتفق وثقافة هذا المنجز الجديد".
• الخلاصة:
اذا نحن امام افكار وتجارب انسانية جديدة على اعتبار اننا نمر بمرحلة ما يسمى بعصر الثورة المعلوماتية الوافدة مع شبكات الانترنت دون حدود او تخوم. هذا الكم المعرفي الكبير والمتاح بسهولة عبر لمسة بسيطة على لوحة المفاتيح وكذلك عبر ما ينقل من مشاهد يومية للأحداث العربية الراهنة عبر تقنية "الفيسبوك وتويتر واليوتيوب" كل هذه المستجدات لا بد وان تحدث خللا في بنية فكر شبابنا وشاباتنا الذين يشكلون الاغلبية العظمى في خارطة مجموعنا السكاني, وقد يحدث ذلك عاجلا ام اجلا, شئنا ام ابينا, ولذلك وللخروج من مأزق انصهار وذوبان ثقافاتنا بما تحمله من قيم ومعتقدات جميلة مع تلك الوافدة او بالاصح المتيسرة في سماء الانترنت, ولكي نصد انتقال تلك السلوكيات التي قد تتسبب في خلق توجهات وقيم مجتمعية غير مرغوبة, فلا مندوحة من التفكير بعقلانية في:
اولا: يجب ان يكون لدينا خطاب اسلامي معتدل ومتسامح ومنفتح يقبل بالتعددية وبالحوار والتعاون مع الاخر, خطاب اسلامي يؤكد على ان المواطنة تستوجب منا العمل بروح الفريق, وان الافضلية والتميز تكون مخولة لمن يقدم خدمات اكثر لمجتمعه ولا شيء خلاف ذلك.
ثانيا: ايجاد ألية جديدة لخلق فرص عمل وظيفية للعاطلين, وربما قد يكون من الانسب ان نشير الى ان القطاع الخاص ومن منطلق المواطنة الصادقة ان يفتح المجال لتوطين التوظيف وان يعمل على تدريب وتأهيل الاقل كفاءة ليكون فردا فاعلا في عمله وناجحا في مجتمعه. وحينما يستشعر التاجر او الاهمية القصوى لتبني فكرة توطين الوظائف واثرها على الامن والسلم العام فاننا بلا شك سنكون قد ساعدنا الاف مؤلفة من العاطلين.
ثالثا: تطوير مناهج وبرامج تعليمية بحيث تكون المخرجات مؤهلة للانخراط في سوق العمل الذي اصبح يتطلب كفاءات مدربة وفق معايير ومهارات متنوعة, ومن شأن ذلك ان نوجه تلك الطاقات الفاعلة الى الانشغال بممارسة عملها بغية تحقيق ذاتها, يصف ماسلو "تحقيق الذات" بانه احتياج الفرد في ان يكون قادرا على القيام بالعمل الذي يرغب في مزاولته بدوافع ذاتية, أي انه يملك المهارة والمقدرة والرغبة في هذا العمل الذي يليق بقدراته الكامنة في اعماقه, فالموسيقار يجب ان يمتهن الموسيقا والرسام في عمل اللوحات, والشاعر لكتابة الشعر وهكذا.
ماسلو يؤكد ان لكل انسان قدرة معينة يتفوق فيها اذا ما احسن توجيهه ووجد البيئة العلمية المناسبة لتوجيهه وتحفيزه. اذا وحسب ماسلو ان تحقيق الذات يعني وصول الفرد الى اقصى درجات التفوق في العمل او المهنة التي يقوم بها. ويرى ان المحقق لذاته يتمتع بصفات النبل والتسامح والتواضع وبعد النظر، وهو عملي ومبدع ومجدد, تدفعه مشاعر انسانية في بذل المزيد بهدف اسعاد الناس ولذلك لا تنتابه مشاعر الغيرة من المبدعين ولا المتفوقين بل يسعده كثرة المبدعين والمتفوقين لانه يرى انهم مكملون لرسالته.
وبتحقيق ذلك فقد نستطيع توجيه تلك الطاقات الشابة للقبول والتكيف بايجابية مع طفرات الفكر لمعاصر والمتجدد مع التركيز على اهمية الالتزام بالثوابت الاسلامية. واذا ما قدمنا لهم التعليم المتطور والمتناسب مع متطلبات سوق العمل فاننا سنساعدهم في الانشغال بتطوير قدراتهم العملية والانتاجية وبالانشغال في تطوير ذواتهم بأعتبارها الغاية الاهم في حياة الانسان حسب ماسلو. وخلاف ذلك, فإننا عمليا ندع هذه الثقافات الوافدة عبر الفضاء تشكل وتعيد تشكيل عقول ابنائنا وبناتنا بشكل مغاير لتطلعاتنا وآمالنا, وفي ذات الوقت, نحن ايضا وبشكل عملي نقوض فيهم مشاعر الانتماء والانتاجية والابداع, طالما اننا نحاول ان نفرض عليهم تصوراتنا العتيدة التي تبتعد كثيرا عن ما يدور في اذهانهم ويلبي احتياجاتهم "النفسية والمادية", ناهيك عن ما يدور في بيئاتهم العالمية الجديدة ـ الفيسبوك وتويتر واليوتيوب والحوارات النقدية لمجمل قيمنا وعاداتنا ومعتقداتنا, التي تتم في الكثير من المواقع الانترنتية, اضف الى ذلك تاثيرات الصراعات الاقليمية التي تجتاح العالم العربي والتي قد تسهم في رفع درجة التحول السلبي خاصة اذا ما استمر ارتفاع معدل البطالة وغلاء المعيشة بما يفوق معدل الدخل. د. سالم موسى ـ السعودية
الموضوع الأصلي - من منظور آخر حتمية تحول المجتمعات البشرية - د. سالم موسى = المصدر الحقيقي