آ
آيدن

مستقل جدًا في الفروع ، منحاز جدًا إلى الأصول ! صفحتي على الفيس : https://t.co/DqvtdACREM

مدة القراءة: 4 دقائق

زعيم الكلام !!

عندما رآه الملك عبدالعزيز أوّلَ مرّةٍ ؛ قال عنه : " أبو اخْشِيم هو فحلهم " !

كان ذلك : حين قام وفدٌ من " الضبّاط الأحرار " بزيارة المملكة ؛ وذلك للسلام على الملك الموحد ، وأخذِ بركته !

أمّا عن " الفحل " الذي تثنّى ربعه ( بعد محمد نجيب ) فاستخلصته من بينهم عينا الصقر الرهيب ( عبدالعزيز ) ؛ فإنّه قد كان : جمال عبدالناصر حسين .

جمال المتدرج صعوداً ونزولاً : ( البكباشي ، الرئيس ، الزعيم ، الملهم ، المهزوم ) !

وجمال الشخصيّة التي قد حوت كاريزما خاصّة ؛ جعلت منه وفيه مغناطيساً يجتذبُ من حوله !

وهو أيضاً الشخصيّة الثانية بعد أتاتورك : في التأثير الكبير على الأمة توجهاً وهدفاً .

فأتاتورك اجتالَ الأتراك – كما تجتالُ الشياطين بني آدم عن الحنيفيّة – وجمال قد تولّى هذه المهمّة في العرب .

تبنّى القوميّة العربيّة ( كما تبنّى أتاتورك الطورانيّة التركية ونبْذَ الإسلام ) ؛ وسخّر لها آلة إعلامه القوية – من خلال إعلام سليط اللسان ، قوي البيان ، سبق من حوله ، وقال في " فاروق " المصري ما لم يقله عن الملك سلمان !

إعلامٌ رهيب كان من كوادره البذيئة " حسنين هيكل " الذي وصفه الشيخ " كشك " بـ " هامان عبدالناصر " !

وكان فيه أحمد سعيد ( معلق إذاعة صوت العرب ) الذي أسقطَ لإسرائيل مئات الطائرات في البر ؛ وقذف من تبقى منهم على اليابسة في البحر ؛ ليبقى الحوتُ يتْرَعُ شَبَعًا حتى الآن !

وكان له – أيضاً - فيصل بن عبدالعزيز ؛ الذي كبحَ جماحه ، وأسكتَ صهيله ، وأوقف غروره !

" أبو دقن دا هنحلق له دئنه " هكذا كان يقول جمال عن فيصل !

فيما كان دماغ جزيرة العرب المفكر ( فيصل ) يرقب بصمتٍ مُذهلٍ عنتريات جمال الجوفاء ، ويتخوف ببعيدٍ من عُقبى ذلك ، ولكنّه كان يُجامل جمالاً – حتى حين !

من عادة آل سعود طول النفَس ، والصمت الطويل ، والصبر المُمْرِض : إلاّ أنّهم يتدخلون في الوقت المناسب !

والتاريخ يُعيد نفسه : فكما تدخلت السعودية اليوم لإيقاف المد الثوري الإيراني في اليمن ؛ فإنها قد قالت نفس الشيء للمد الثوري الناصري ؛ وأيضاً : من خلال اليمن !

كان جمال يُهدد إسرائيل بصوته ؛ فيما أنّ عينه وبندقيته ولعابه : لا تتهيج إلا على إخوته !

فساهم في إسقاط مملكة ليبيا ؛ وقدّم القذافي من ثَمَّ هديةً لهذا الشعب المسكين ، ومدّ يد العون إلى عسكر العراق ؛ لتسقط مملكة بني هاشم فيه ، وليحل محلهم الشيوعيون ، ثم ساهم ( جيشاً وإعلاما ) في إسقاط مملكة اليمن ، لتكون النتيجة علي صالح ، وصنع المشاكل – قبل ذلك وبعده - للأردن والسعودية ومشيخات الخليج !

عقدّة نفسيّة متطرفة من الملكيات وأهلها في نفس جمال الموتورة – مع طمع لا حدود له .. ترجمه فيما بعد بخلاف ما يدعو له حين أجرى الوحدة مع سوريا ؛ فكان رجاله الناصريون يقومون باحتلال نظامي ( مكتبي ) لهذا البلد ، حتى قال السوريون : " هذا احتلال وليس وحدة " ! ، ثم كان الاحتلال العسكري لليمن ؛ ولتذوق مصر " الغنية " بسبب هذه العنجهية السياسية : الفقر والألم وفقدان الاتزان !

الخليج ؛ حيث النفط ، والبدو العُزل ، والصحراء المتخلخلة سكانياً - واليمن السعيد بوابة هذا الجَمال لجَمال : كانت تضطرب فيه التوجهات والولاءات !

فرصة ظنّها جمال المتهور ؛ وأحجم عنها عبدالعزيز ( الملك ) الحكيم !

فعندما دخل الجيش السعودي لليمن ، ورفع العلم السعودي على صارية " الحديدة " ما لبث أن نكص إلى دفئه ( وطنه ) سريعاً ؛ ليبكي أحد مرافقي الملك عبدالعزيز تأثراً من هذا الانسحاب غير المبرر – من وجهة نظره – وليقول له عبدالعزيز : يا خِبل ؛ اليمن يبي له رجال تحكمه !

نعم ؛ فاليمن يحتاج لألف ألف حتى يُسَيطر عليه ؛ إذْ هي الجبال الشاهقة ، والأودية السحيقة ، والجغرافيا الصعبة، والرجال الشجعان – فبقي ( اليمن ) لذلك وعلى مدار التاريخ كله : عصياً على أي محتل ، ومزعجاً لأي غريب !

اليمن الذي عرفه حبر هذه الأمة ( ابن عبّاس ) فنصح ابن عمه الحسين بن علي ( السبط الشهيد ) به ؛ إذْ قال له : " فإن أبيت إلاّ أن تخرج ؛ فسر إلى اليمن ؛ فإن بها حصوناً وشعاباً ، ولأبيك بها أنصاراً " !

هذا كله يعرفه عبدالعزيز ، وأبناء عبدالعزيز ؛ ولكنّ الرئيس جمال لا يعرفه !

وفيصل : يرقبُ بصمت ، ويزمُّ شفتيه على حكمة ، وينظرُ لبعيد !

دخل الجيش المصري إلى اليمن لمساندة الجمهوريين ضد الملكيين بقوات وصلت لخمسة وخمسين ألف مقاتل .. يعقِبُ ذلك الدخول ضربٌ للمدن الجنوبية السعودية : والمعنى أظنه واضح يا فيصل !

فيصل يقول في مجلسه : والله ؛ ولست أبا عبدالله ؛ إن لم أجعله يأتي بنفسه يطلب الصلح !

استدعى فيصل أخاه سلطان بن عبدالعزيز ؛ وقال : اليوم يا سلطان !

بدأت لعبة قلب موازين القوى ؛ وبدأ سلطان يبتسمُ للقبائل اليمنية !

ترنّح الجيش الناصري في اليمن ؛ بل وتشوّه ؛ إذْ قيل بأن حملة تشويه قد جرت في تلكم الحرب لكوادره !

وعرف جمال أنه قد غاص في مستنقع لا بد من الخلاص منه ؛ فتعال يا فيصل !

أبى فيصل إلاّ أن يأتيه جمال بنفسه إلى جدّة ؛ فعزّت على جمال نفسه ؛ وقال : ليكن في البحر يا فيصل ( أرجوك ) !

ارحموا عزيز قومٍ ذل ؛ فتعال إلى بحر جدّة يا جمال !

وقّع جمال مع الشخص الذي كان يراسله دون مظروف - استهانة واحتقارًا - ؛ فكان هذا الشخص ( فيصل ) يرد له الرسالة الخطيّة دون مظروف ( كان جمال يفعلها مع فيصل ) !

عاد جمال إلى مصر ؛ وقيل بأنه قد أرسل صاروخاً إلى السفينة المصرية التي تحمل فلول الجيش الناصري المشوّه ؛ لئلا يرى الشعب ذلك ؛ فقد كانت " فيتنام مصر " كما قد وُصفت !

وعاد بعدها فيصل إلى المذياع يستمع بمضض لعنتريات جمال التي لا تنتهي !

وجاءت عقوبة غير الحق ( راية القومية ) : طائرات العدو الإسرائيلي تضرب الرابضات فوق مطارات مصر ؛ فتُشل لذلك حركة الجيش المصري الأبي ؛ ثم تحتل سيناء بعدها .. ولا يكفُ جمالٌ عن التمثيل أبداً ؛ فيعلن عن تنحيه اليوم .. ويعود في الغد !

ثم مات جمال ؛ وعاشَ فيصل !

آيـدن .

آ

آيدن

مستقل جدًا في الفروع ، منحاز جدًا إلى الأصول ! صفحتي على الفيس : https://t.co/DqvtdACREM

أهلاً بكم في مدونتي! أنا كاتب شغوف أشارككم أفكاري وتجربتي في الحياة من خلال تدوينات أسبوعية. أستكشف فيها التوازن بين القيم والمغريات التي نواجهها يومياً، وكيف يمكننا أن نعيش حياة مليئة بالمعنى والعمق. انضموا إلي في هذه الرحلة الأدبية!

انضم الى اكتب

منصة تدوين عربية تعتد مبدأ البساطة في التصميم و التدوين

التعليقات