البحث عن الذات تعني عدة إشكاليات تحاصر الفرد,,منها عدم قدرته على اختيار المستقبل العلمي والمهني المناسب، وعدم وضوح الرؤيا والهدف وانعدام الجدوى وفقدانة للقيمة الاجتماعية ..

فمثلا المراهق قد يشعر بالضياع خاصةً أن المجتمع لا يُساعده على فَهم ذاتهِ، أي لا يوفر له فرصاً تُعينه على الإحساس بقيمته الاجتماعية،ولذا فالمجتمع  لا يحرمه من  مستقلا فقط، لكن يُعطله عن القيام بدورٍ له معنى في الحياة، مما يقوده في النهاية إلى الإحساس بالاغتراب .

والاغتراب يعني فقدان الإنسان لذاته المتفردة والمتميزة وانعدام الإحساس ( بالأنا ) مما يجعله يشعر بالقلق وعدم الأمان .

فالمراهق يتخلى عن ذاتهِ المتفردة ويكتسب ذاتاً غريبةً بعيدةً عن ذاتهِ الحقيقية، طمعاً في أرضاء السلطة الوالدية والضغوط الاجتماعية، فهو لا يستطيع التعبير عما بداخله إذ ما بداخله مرفوضاً بحكم الأنماط والمعايير الاجتماعية الموجودة في الأسرة والمجتمع، لذا فهو لا يجد مَفر من أن يعيش ذاتاً مزيفة تُرضي الأخرين ولا تُعبر عن ذاته او هويته الحقيقية .

وكذلك  في العمل الوظيفي قد يحدث نوعا من الاغتراب حينما لا تجد البيئة العملية النزيهة المتحررة من التحزبات القبلية او العقدية التي تحفزك بدافع التنمية والتطوير بما ينفع الصالح العام ولكي تساعدك لتصل الى مستواك الذي ترغب ان تصله بقدراتك وعمليتك.؟!!


د. سالم م. القحطاني