يعلمُ الله فيَّ البغض لأن أصير " كاتب شنطة " ؛ إذْ إنّ هواية جمع الردود والطوابع والعملات – كلها في نظري : عملٌ سخيف !
كما أني عائذٌ تائبٌ عن الكتابة الفكرية أو السياسية ؛ إلاّ أنّها توبةٌ تعوزها النُصْحَة والثبات !
ومع ذاك وهذا ؛ فإنّ وتيرة التصعيد الأرعن التي أدمنها ويستلذ منها اللبراليون : تجعلُ من المُكره محبرةً !
لا أدري من أين أبدأ وكيف سأنتهي ؛ ولكن : يُقال بأنّ شيخاً سورياً يعيث في الأرض الشرقية فساداً : من خلال تشبثه الواضح والصريح بمنهج الشيخ محمد بن عبدالوهاب ، ومن تبعه بإحسان إلى ابن عثيمين !
بحثتُ في الشيخ : فوجدته يعتنق الأصول الفكرية التي قامت عليها الدولة السعودية - ويزعم صحتها وعدم الحيدة عنها ! وكذلك يرى في السعودية : أمه وأباه وأهله وصِباه ؛ وقد سيطت - هذه السعودية - في نياطه وعروقه ؛ ولا في هذا من غرو : إذْ لا تعرف رئيه غير سمومها أوكسجيناً ، ولا اعتادت كبده غير الأجاج من مائها برداً ، كما لم يتقلب بصره في غير صحرائها القاحلة نظراً ؛ إذ هو لا يعرف جبال الألب ، أو مقاهي باريس ، ولا حتى جبل قاسيون في دمشق !
ثم إني قد تخللتُ – مخنوقاً - نفثَ أعدائه ؛ فما وجدت في أزرقِ دخانهم من عيب تغشىّ هذا الأبيض إلا أنّه : سوري الأصل ، سعودي الفكرة ، حنبلي المذهب ، إسلامي التوجه !
ولمّا أن كانت الثلاث الأخر هي مما يصعب مساسه أو نقده ؛ فإنه ليس لنا إلا الحبيب الأول ( سوري ) !
والحق ؛ بأني لا أدري فيم تكمن جريرة الشيخ : عند تسوّره جنسية ، وتسعوّده منشأً ، وتتلمذه سلفاً : ولكنها – على أية حال - العقول ؛ ولله في خلقه شئون !
عموماً ؛ من غير المختلف فيه أنّ كارل ماركس هو المؤسس الفكري للشيوعية ؛ فيما كان تبني السياسي لهذه الفكرة قد جاء على يد " الثورة البلشفية " . ولا كثير اختلاف بأنّ " ساطع الحصري " هو مُسطِرُ الكتاب القومي العروبي ؛ فيما لجمال عبدالناصر نهضة هذا الفكر وتمدده . ومما لا يذروه شيءٌ من الإحجام أنّ ابن تيمية ( السوري ) هو المؤسس الفكري للدولة السعودية ؛ فيما كان الإمام محمد بن سعود : هو سيفها الحدب … وهكذا هي الدول ؛ تنشأ من فكرة ، وتنهض على قوة !
بحسب مناهج الدراسة السعودية الرسميّة : التي يتلقن من خلالها الطالب السعودي باكراً : سببَ ومعنى سعوديته ؛ فإنّ : محمد بن عبدالوهاب قد تأثر جداً شديداً بفكر ومنهج شيخ الإسلام ابن تيميّة وتلميذه ابن القيم ( السوريان ) ؛ وحتماً : فما محمد بن عبدالوهاب إلاّ مجدد مزيل لغبار ما اندرس !
واتفاقاً ؛ فلا من المنكر ولا الجديد أن يقوم صقر آل سعود في المتأخرين ( الدولة السعودية الثالثة ) الملك عبدالعزيز – طيب الله ثراه - بطباعة كتب هذا المؤسس الفكري ( السوري ) لدولته العلية – أعني بذلك : ابن تيمية !
http://www.ahlalhdeeth.com/…/archive/index.php/t-132640.html
وعليه ؛ فما من محدثةٍ ولا بدعة : لو جاء حفيده العسكري القائد ( خالد بن سلطان ) فقال في موقعه على الانترنت " مقاتل من الصحراء " : أن ابن عبدالوهاب كان متأثراً جداً بالسوري ( ابن تيمية ) !
ولا أظنها مفاجأة تحصل لو قال حفيد ابن عبدالوهاب ( صالح آل الشيخ ) في أحد أشرطته : بأنّ جدّه الإمام الأكبر : ما هو في حقيقته إلا ثمرة من ثمرات شيخ الإسلام ( السوري ) ابن تيمية !
غير أنّ العجب الذي لا ينقطع – بعد هذا – إنما يتجمع في أناس من بني جلدتنا : يتبرمون كثيراً من امتداد دعوتهم وأيديولوجيتهم إلى غيرهم - في حين كانت دولة الروس " الآفلة " تجلل بالرعاية والعناية : دولاً قد استطابت منهجها ، أو اعتنقت مذهبها ؛ ومثلها ؛ فإنّ دولة الروم القائمة ( أمريكا ) تصرف على رعاياها اللبراليين دم قلبها الأسود ، ولا يفوت ذكر الناصريين والبعثيين في هذا المضمار !
وسأتكلم بعلمانية لا تصح ؛ غير أني مجبر لكيما تفهم البقر لا المؤمنة بغير مادة البرسيم ملامسة ؛ لأقول لها ؛ مستفهما منها : لماذا أنشأنا الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة ؟! أليس من أغراضها نشر منهج دولتنا الشرعي ، وفكرها الرسمي : والمتمثل بمقولة الأمير نايف بن عبدالعزيز " ذائعة الصيت " : الفكر الرسمي للدولة هو الفكر السلفي !
لماذا – بمرارة هنا - تَسع صحافتنا جهاد الخازن ( الأرثوذكسي ) ليرقى سدّة جريدة الحياة ، وتنشرح لتوماس فريدمان ( اليهودي ) ليكتب في جريدة الوطن ! ، وتهش وتبش مع ليلى الأحدب ( السورية ) وخالص جلبي ( السوري ) فيلعنان لها أبو المجتمع السعودي وعاداته وتقاليده ؛ بعد أن يكرعا من ماله وزُلاله ( يا لله : ندفع لشتيمتنا ) !
ما العيب أن يكون ( المنجد ) السوري متأثراً حتى الثمالة بمنهجنا ودولتنا وفكرنا ومذهبنا … ما هو الضير في ذلك ؟! أريد أن أعرف يا بني لؤم !
لماذا – في المقابل - تحكون دون مضض : بأنّ النظامية المدنية في بلادنا قد استفادت واستطالت من خبرات واستشارات الشاميين المتسعودين بدء قيام دولتنا الفتية ، من أمثال : يوسف ياسين – رشاد فرعون – خير الدين الزركلي – مدحت شيخ الأرض – خالد الحكيم ؟!
هؤلاء كلهم سوريون قد خدموا بلادنا وارتقوا فيها أعلى المناصب ؛ ثمّ ألّفوا لها تأريخاً جليلا وجميلا : بقي ولا زال مرجعاً هاماً لأيامنا ورجالاتنا ؛ فلِمَ لا يُقال عنهم : سوريون !
فعلاً ؛ لا أدري أين الخلل يكون : فيما لو صار الشيخ " محمد بن صالح المنجد " سورياً يُحبُ السعودية !
آيـدن .
* الأبيض بقلبه ونقائه !