استيقظت الفتاة فى الصباح, ثم ذهبت الى المطبخ كلمعتاد لتصنع فنجال قهوتها و عادت الى غرفتها فتحت الدولاب لتاتى بملابسها و طرحتها، وقفت امام المراءة و نظرت الى نفسها ثم و ضعت نظارة الشمس السوداء و همت الى الخروج فى طريقها اتصلت بوالدتها لتعرفها بانها قد استيقظت و نزلت. فى طريقها الى الكورس صعدت للمواصلات و شاهدت الناس و ظلت تراقبهم تشاهدهم فى صمت ثم وصلت الى الكورس و بعد طريق طويل اتجهت الى(الحمام) و سمعت من الخارج صوت صديقاتها و كانت تهم ان تحدثهم لولا صوت احداهم قائلة:اووووف...هى لازم تيجي معانا الخروجة دى بتجي مابتعملش حاجة غير انها بتفضل ساكتة و تاكل و بس..انسانة ممله.

سمعت الفتاة هذا الكلام من الداخل ولم تعلق و انتظرت حتى انتهوا و خرجوا و اتصلت بها احداهن ولكنها لم ترد ثم خرجت و اتجهت خارج المكان كله و لم تحضر الكورس و ظلت تسير بعيدا عن المكان محاولة منها ان تنسي هذا الكلام ولمحولة اضافية وضعت سماعات الاذن لسماع بعض الاغاني المفضلة بصوت مرتفع تحاول ان تتماسك و تتناغم مع الموسيقي و تسير و تهرول فى الطريق مرت بجانب "النيل"و ظلت واقفة امامة تراقب المجتمعين حولة من شباب و فتيات و بعض المرتبطين يلتقتون الصور، التقطت بعض الصور هي ايضا و لكن للنيل ثم استمرت فى سيرها. اكتشفت متحف يخص احد الرسامين, دخلت و هى لا تعرف فى الاصل اسمه او من هو ولكنها ظلت تشاهد بعض الالواح و التماثيل ثم خرجت تستكمل طريقها الى الخارج لا تعلم الى اين ستذهب او ماذا ستفعل فهي تحاول ان تنسي و تلهى نفسها ببعض الاشياء البسيطة التى حولها

ثم اتجهت الى احد الكافيهات، و بعد ان جاء مشروبها التى طلبتة ظلت تشربة و هى تشاهد الناس لانها لا تستطيع ان تفعل او تصنع شئ غير ذلك, فقط النظر من خلف نظارتها السوداء تشاهد العالم اجمع و تفكر به, فقط بطريقتها و فكرها و نظرتها حول المجتمع، همت و خرجت متجة نحو منزلها فقد انتهت كل حلول الهروب، شلت الافكار و تعب العقل من التفكير و ظلت النفس وحيدة مكسورة بين هذا كله.

ذهبت الى منزلها لانه ماؤها الوحيد دخلت البيت ولم يكن هناك احد هرعت الى غرفتها و فاجاة نظرت الى المراء لتجد نفسها انها لازالت تضع نظارتها السوداء تذكرت بانها لم تخلعها قط سواء فى الكافية او المتحف و بعد ان خلعتها نظرت الى نفسها دون ان تنطق بكلمة واحدة تعاتب صديقتها فى سرها او تعاتب تفسها لانها لم تخرج لتواجها ثم انغلقت على نفسها و نامت.