كل مدرسة في هذا العالم توجه وتعالج التطور العاطفي المجتمعي والشخصي للطلبة الذين يرتادونها، ويستحيل جمع الكبار والأطفال في مكان ما لمدة طويلة دون التأثير في مهارات الأطفال، ونوعية الأشخاص اللذين سيصبحون عند استخدام هذه المهارات.
لقد كانت هذه العمليات غير رسمية وتصادفية لسنوات عديدة، ففي كثير من المدارس كانت برامج التعلم العاطفي الاجتماعي غير منسقة وغير مترابطة بل ويمكن ربطها بالتفكك والآثار السلبية على أخلاق طاقم العمل ومشاركة الطلبة وتعليمهم. بروفيسور موريس الياس
لكن التعلم العاطفي الاجتماعي اليوم منسق وشامل ومرتبط بالأكاديمين والأهل والتفاعل الاجتماعي (الذي يشمل برامج مابعد المدرسة).
إن الطلبة في هذه المدارس يفهمون أنهم بحاجة للكفاءات الأكاديمية والتعليمية لتحقيق أهداف قيمة، وللمشاركة بأفضل ما لديهم، وللسعي ليكونوا أشخاص ذوي شخصية سليمة وصحية، وفي المقابل سيفهم المعلمون في تلك المدارس أنه من الضروري لبناء مهارات الطلبة في التعلم العاطفي الاجتماعي ليس فقط تنسيق ما يحدث داخل المدرسة، بل ربطه مع جهود الأهل والمدارس الأخرى في المنطقة وبرامج مابعد المدرسة والشركاء المحليين أيضاً.
وبحسب منظمة CASEL فإن حجر الأساس لجهود التعلم العاطفي الاجتماعي هو توصيل خمس مهارات رئيسية للطلبة:
- الوعي الذاتي: بالتعرف على وتحديد مشاعر الشخص والتقييم الدقيق لنقاط قوته وقيوده.
- الإدارة الذاتية: من خلال تنظيم العواطف، تأخير المتعة، إدارة الإجهاد، تحفيز النفس، تحديد الأهداف والعمل من أجل تحقيقها.
- الوعي المجتمعي: عبر إظهار التعاطف، أخذ وجهات نظر الآخرين، حشد الدعم المتنوع والمتاح.
- مهارات العلاقات: من خلال وضوح التواصل، الاستماع الدقيق، التعاون، حل النزاعات بطريقة بناءة وبعيدة عن العنف، معرفة متى وكيف يكون الطالب لاعب فريق وقائد جيد.
- مسؤولية صنع القرار: صنع الخيارات الأخلاقية بناء على اعتبارات المشاعر والأهداف والبدائل والنتائج، والتخطيط وتحديد الحلول للعقبات المتوقع حدوثها.
لدعم التعلم العاطفي الاجتماعي في مدرستك، عليك البدء بسلسلة مكونة من سبع أنشطة مترابطة، يتم تنظيم الأفضل لها خلال دورات تخطيط مدتها ثمانية أسابيع، والتي يحتمل أن تتطلب ثلاث سنوات لتثمر، اعتماداً على نقطة البدء.
لا يوجد مخطط لترتيب تنفيذ الأنشطة، مما يجعل النشاط السابع مهماً جداً. أما الحالة الحاضرة والتاريخية لمشاريع التعلم العاطفي الاجتماعي ومعرفة الطاقم به، و مناخ المدرسة، والعوامل الاجتماعية والديموغرافية، وأسلوب القيادة، والأولويات الحالية، وقدرات المدرسة، هذه عوامل ستحدد الوقت اللازم وتسلسل هذه الأنشطة.
- النشاط الأول: بناء بنية أساسية للمدرسة تستطيع دعم التعلم العاطفي الاجتماعي
يبدأ ذلك من خلال مجتمع أو فريق يتحمل مسؤولية تنفيذ التعلم العاطفي الاجتماعي على مدى طويل، ويمكنه البدء بأهداف قابلة للتحقيق، واستخدام دورات التخطيط التي تحدد هدفاً أولياً و خطة لتحقيقه.
- النشاط الثاني: تقييم مقدار التنسيق الجيد لبرامج التعلم العاطفي الاجتماعي
يتواجد التعليم غالباً في بيئة تتميز بإضافة برامج ومبادرات جديدة دون وجود تعبير واضح لما هو موجود أصلاً، ويُصاب المعلمون غالباً بالإحباط بسبب التغيرات اليومية التي نادراً ما ترتبط بالأهداف العامة للمدرسة، الأمر الجوهري هنا أنه يجب وجود توافق بين البرامج والأساليب التي تستخدمها أي مدرسة، وذلك عبر التعلم العاطفي الاجتماعي.
- النشاط الثالث: تقييم مناخ وثقافة المدرسة
توجد مختلف الأدوات التي يمكن استخدامها لهذا الغرض، و يمكن أن تشمل الدراسات، والمجموعات المركزة، و تحليل النتائج.
ثم مشاركة تقارير التقييم مع قادة المدرسة، والطاقم، وقادة الطلبة، وتحديد الأولويات لمعالجة احتياجات المدرسة.
- النشاط الرابع: توضيح القيم والمواضيع وعادات الحياة المشتركة
يجب على المدارس أن تدافع عن بعض الأشياء، فمن أمثلة القيم التي يجب أن تؤكد عليها: المسؤولية، العدالة، الاحترام، القيادة، الاكتشاف، التنظيم، النزاهة، الخدمة.
إن تحديد قيم مركزية للمدرسة وربطها مع بعضها يُعلِّـم الطلبة وخلال المراحل الدراسية لعب دور هام في تقليل التفكك وزيادة اجتمال أن يصبحوا ملهمين.
- النشاط الخامس: توفير فرص ثابتة ومستمرة للطلبة لممارسة مهارات التعلم العاطفي الاجتماعي
عندما تُعرض برامج التعلم العاطفي الاجتماعي للأطفال بدون صياغة محكمة، فمن المحتمل أن يكون تأثير ذلك مشتتاً، لأن التعلم لن يجد طريقه إلى عقولهم وقلوبهم وأفعالهم. وهذا يؤدي إلى شك الطلبة في كيفية حل مشاكل الحياة خصوصاً في وجود التوتر، وهناك الكثيير من الحالات التي تعرض فيها تلك البرامج للطلبة بدون تعليم وممارسة حقيقية واستخدام مستمر وقوي. لكن ربط تلك العمليات والخطوات المتنوعة يسمح للطلبة بتعلم طريقة معينة خلال المراحل الدراسية.
- النشاط السادس: تحسين جهوزية المؤسسة التعليمة لتدريس التعلم العاطفي الاجتماعي
يجب أن ترتبط مسؤوليات وتوقعات المؤسسة التعليمية بأساليب التعلم العاطفي الاجتماعي ليكون الأمر فعالاً، وهذا يحدث فقط عند وجود فهم عميق لنظرية وأدب وتربية التعلم العاطفي الاجتماعي بالإضافة إلى وجود رؤية ملهمة وحس قوي باستثمار الموظفين، وبالتعاون مع الطلبة كشركاء في خلق واستمرار التغيير. ليندا هارجريفز
إن العامل الرئيسي في تنفيذ تعلم عاطفي اجتماعي مستمر هو القدرة على دمجه مع المعايير والمباديء والمهمات المرتبطة بالأمر، لذا فإن الحصول على جهوزية ناجحة يمكن أن ينفذ من خلال فهم معرفي أكثر من التدريب، لأن المعلمين الأكفاء وموظفي المدارس يجب أن يمتلكوا المهارة الأساسية لتنفيذ أساليب التعلم العاطفي الاجتماعي بطريقة جيدة في حال كانوا يفهمون ذلك بشكل كامل وواضح. الياس و ليفريت
- النشاط السابع: التواصل مع من يسير في نفس الركب
إن مواجهة الصعوبات التي تجدها أي مدرسة عند التنفيذ والتغلب عليها يتم بواسطة التواصل مع الكثير من المدارس التي تسير في طريق التعلم العاطفي الاجتماعي.
إن الشراكة أمر حساس جداً فيما يتعلق بمشاكل التنفيذ، وأولئك الذين ينفذون هذه الأساليب يمكن أن يصبحوا حلفاء حتى وإن لم ينجحوا في التحقيق المثالي لهدفهم.