جلس رشيد مغتما حبيس لحظاته المشتعلة،يتأمل الشمس التي جنحت للغروب،يحيط بجنباتها غسق ذابل يغطي ما تبقى من رسومات متلاشية على صدر اﻷفق الممتد امتداد البصر..
بدأ طقوس مسائه كالمعتاد غارقا في سيل مم اﻷفكار واﻷوهام التي تزوره كل مساء.
ضباب خانق يعلو فكره،يعبث به كما يعبث اﻷلم بالجسد العليل،كم يحب اﻷلم السكون والهدوء!
ما أتعس العليل في سكون الليل!
يخدر الليل كل دواليب المقاومة ،فيجد اﻷلم نفسه أمام فريسة هادئة مستسلمة..
استيهامات ضبابية ساخنة شحنتها التأويلات والاحتمالات تدق رأس رشيد دقات قوية صدعت كل مراكز السكينة والهدوء في فكره:
كتب سميتها في الما
بقلام الكف
شاف ظل روحها
في خاطرو ساكن
شاف راسو
في ظلها جالس
سمع قلبو
في شونها حابس
خاف حروفها
يبانو في السما
فتح عيناه فوجد ضوء الشمس قد تآكل كجدار طيني قديم.....فعاد إلى بيته يصارع الظلام الدامس...لازال في طريق عودته!!!!