خرج من الغرفة 19 التي كانت ترقد فيها والدته قبل نقلها إلى جناح الإنعاش ،رعشة تراقص أصابعه ،لم يتمالك نفسه و هوى على مقعد حجري ببهو الحديقة ...جلس شيخا يبدو على وجهه بهاء و هدوء خرافي .
- الرجاء باب يفتحه الدعاء .
رفع معاذ رأسه ،إلتفت نحو الشيخ وقال:
- الرجاء باب يفتحه الدعاء.
ابتسم الشيخ ، ناوله قارورة الماء . شرب معاذ .
- إشرب قال الشيخ . شرب معاذ مرة اخرى و قبل ان يعيد القارورة للشيخ .قال له الشيخ :
- إشرب .
احس معاذ ان روحا طيبا يتسلل إلى قلبه ، شرب للمرة الثالثة و ابتسم .
- لقد كنت عطشا حقا .
وقفت الممرضة بخجل ،لا تعرف كيف تخبر الشيخ ؟
- هل سافر ؟ قال الشيخ
- البركة في عمرك .
نزلت صفاء الدرج بسرعة و هي تصرخ :
- معاذ ،معاذ ...
وقف معاذ و قد لفه صمت ،شلّ حركته .
تقدمت منه صفاء ،احتضنته و قالت :
- لقد إستيقظت ،لقد إستيقظت .
جرى معاذ وصفاء خطوتين ،ثم رجع إلى الشيخ ،احتضنه و قبل يده .
- الرجاء باب يفتحه الدعاء .
#بعلي_جمال#