في البدأ لم تكن الهبّة الشعبية للوقوف في وجه داعمي و منتفعي إستمرار آل بوتفليقة في الحكم، سواء من النخب الحزبية او من داخل السلطة، هي السبب الحقيقي لخروج الجماهير إلى الشارع .نعم قد تكون القشة التي قصمت ظهر البعير او القطرة التي أفاضت الكأس ،لكن التجربة الأداتية على مستوى مختلف مؤسسات الدولة و التي أخفقت في كثير من وظائفها، بل إنخرفت عن مواثيق التعامل و انسنة العمل الإداري وجعلت منه عصب متحكمة في خبايا الإدارات و مكان للتعسف في إستعمال سلطته ،الإغتناء من خلاله ،الأعمال المشبوهة:  من عمولات ورشوة وهذا إعترفت به السلطة نفسها في كثير من المرات و لكنها تعاملت معه كنقائص في الأداء يمكن تداركه ....
الأهم بعد الإطاحة برأس النظام الذي ميع العمل السياسي و جعل التفكير السياسي مجرد تمجيد له او صناعة رأي عام وطني موالي له ..بوتفليقة ضرب العقل في صميم القدرة على النقد البناء والمعارضة كقوة موازية للسلطة ...قلت الأهم : تفتح المشهد على عري النظام و حجم اللصوصية التي كان عليها رؤوس النظام ، افلاس المنظومة الإعلامية ، ظهور الأحزاب السياسية كمجرد ماريونات و كمبارس ...أخرجها الحراك الشعبي من المشهد  .
تحول في مستوى التفكير السياسي ،وربما عودة مصطلح "السياسة " و الإشتغال عليها كاكبر مكسب ايضا لهذا الحراك و محاولة إخراج الشارع من سلبية " الامبالاة " التي صنعت نخبا مزيفة بانت على حقيقتها "زمن بوتفليقة " كمروجة لكذبة مبيرة " مشروع بوتفليقة العظيم " .
محاولة إستعادة تقليد راق من بنية الثقافة الوطنية الحقيقية وهو : منتديات الشارع على هامش الحراكات الشعبية و تداول افكار التغيير و الأمور التي تهم السلطة كمشروع بناء منظومة سياسية .
تحرر جملة من المعايير من القيمية المزيفة بل والمصنفة في إطار الوطني والغير الوطني ..

يتبع

#المدون#

#بعلي_جمال#