Image title

صباح الخير ؛ 

من الصبيّة التي تهرب دائمًا من الصباح خوفًا من أن ترى ظلها وحيداً ، مكسوفاً ، مائلاً بلا كتف يستند عليه .. 

الصبيّة التي تركض دائماً بلا وجهه مُحددة ، تركض ؛ وكأنها تستعجلُ الأيام والعمر ، تركض وكأنها تتمنى أن يمُر كل هذا ..

الصبيّة التي حينما شعرت بأن الحزن يجتاح قلبها استنجدت بالكتابة كفعلٍ طارئ 

لمداواة كل ماحصل بقلم وورقة ، 

هه قلم وورقة فقط ! 

الصبيّة التي تشعر بأن كل الإيماءات ، الكلمات ، المواقف ، الأصوات كلها بشكلٍ أو بأخر تؤدي 

إلى الموت في النهاية .. 

من الصبيّة التي كنتها قبل عام  

أما ما أنا عليه الآن فينبغي أن أقول من أجله : 

صباح الحيااااااة ..

صباح الحضن الذي حمل اغترابي وحزني ..

صباح الدهشة التي خُلقت في عيني من جديد ..

صباح الصوت الذي ضمّ أضلعي 

كما لم يفعل أحد من قبل ..

صباح الحُب ياسادة .

اليوم بالذات تبدو السماء أكثر زُرقة ، 

والشمس أكثر خجلاً بخيوط نورها الرقيقة ..

والحياة أكثر اتساعاً وفُسحة ..

نفضت الغبار عن قائمة أمنياتي ، محيت كل ماسبق وكتبتك كأمنية لن أمضي قدماً إن لم أُحققها ! 

حبيبي ؛ ماجدوى الأمنيات إن لم تتحقق؟ 

كان مجيئك حنوناً ، مختالاً ، شفوقاً ، عطوف ..

وكأنك غلّفت قلبك وأرسلته إلى بابي في صُبحٍ ممطر ودافئ ..

استقبلته كمن يجدُ ضّالته بعد سنين من البحث والنحيب ، 

كمن يجدُ نصفه الآخر الذي مافتئ يبحث عنه في كل مكان ، 

في كل مره أشعر بأني اتهاوى أو على شفا حفرةٍ من الأكتئاب أتذكر بأنّي أحبك ، وبإن حبك طوق نجاة 

لشخص كاد أن يموت من فرط خيبته ..

في كل مره أسمع فيها صوتك يتحول قلبي لغيمة، 

وتحوم فراشات ملوّنة حول صدري ، ويتكوّم الحديث 

كمطرٍ على شفتّي ، أُغمض عيني ، أضع يدي على أذني 

واتسائل هل ما أسمعه حقيقي أم صوتاً من الجنة ؟ 

أدوخ ، أرقص ، يطييييير قلبي ..

الآن سأخبرك بأمر ، لطالما كانت الأماكن المظلمة معك 

أكثر إشراقاً ونور ، والبكاء على صدرك ممارسة تبعث الأطمئنان ، والطريق الطويل معك ممتع وينقضي بسرعة، 

والخوف بين يديك ارتجافٌ لذيذ ، لذلك أريد أن ابقى معك إلى أن أموت لأن شخصاً مثلك سيُلوّن ماتبقى من حياتي حتى طريقي إلى الموت ! 

أحبك ، عانقني .."