Image title
مساء الثالث من ديسبمر ، وأنا مازلت أحدّق في الفراغ ، وكعادتي أجهل كميّة الأشياء التي من المفترض أن أعطيها ..انا التي أجيءُ دائماً بكل ماعندي ، لأتعثر به كعقابٍ على اندفاعي ، ثم اقضي الليل كله بالبكاءِ على قلبي المسكين ..قلبي المتصدّع من ضربات الخيبة القويّة ..قلبي الذي ينام وهو يحتضن أسئلةً وجودية لاحصر لها ..ماذا يعني أن تلتهم الحياة حظي دفعةً واحدة؟ كيف للحزنِ أن يجتاحني وكأنه عارض صحي لا أستطيع مقاومته ؟ كيف لجسدي الهزيل أن يقاوم نتانة الخيبات مثلما يتحمّل الرجل الشرقي نتانة السيجارة ؟ كيف أقاوم لوحدي شعوري بالأكتئاب دون ان اسمح لنفسي أن ابتلع دواء فلوتين او فلوكستين كمضادٍ لهذا الشعور؟ من أين للأغاني والقصائد كل هذه القدرة على أن تنكأ جروحاً بصدري ؟ هل أنا الشخص الوحيد الذي يلازمه الخوف دائماً مثل ظله ؟اسئله كثيرة لايكفيها هذا الليل الطويل بينما احتضنها أنا في عقلي البالغ من العمر عشرين سنة .. لو انني استطيع أن ألفظها ، أن أجد لها جواباً يخفف من وطأة حيرتها علي ، أن أقتلها لتموت واعيش أنا .. لأني مشغولة بها عن الحياة وذاكرتي تضيق كلمّا مر هذا العمر علماً بأن كل شيءٍ أملكه لايُجيد المرور إلا عمري وَ وجهك .أتعلم ماتعريف الحرية بالنسبة لي ؟ - أن أنام دون أن أحمل في ذاكرتي اسئلة لاتزيدنا إلا وهناً وتعب ، اسئلة تُثير رغبتي بالجنون والتخلي عن العقل والذاكرة .