السلام عليكِ فلسطين..
السلام عليكِ مني ومن أصدقائي الطيبين الذين كانوا يغنون معي في طفولتي "فلسطين بلادنا بلادنا واليهود كلابنا " منذ ذلك اليوم وأنا أحملك في صدري كقضية أبدية لاتقبل النقاش ولا المساومة , منذ ذلك اليوم وأنتي فلسطين الحُرّة , فلسطين رغماً وأبدً..
سلامُ عليك , على ياسمينك الذابل بين حمم الحروب ..
على همّة شجرة الزيتون ووقوفها الشامخ ..
على غزة ورام الله وحيفا وعكا والقدس الفلسطينية رغماً عن كل شيء..
السلام عليك متوهجةً بفستان احتلالكِ الملطخ بالدماء ورائحة البارود , تُشيحين به وجه الأعداء وتبقين شامخة , حرّة , أبية..
السلام عليك فلسطين , سلاماً طيّباً كأرضك, وخجولاً كصوت الحق في أرضنا , وصادقاً كابتهالات الثكلى والموجوعين , وحزيناً كالحزن الذي يسكن زوايا البيوت الفلسطينية ...
السلام عليكِ فلسطين , أنا لا أنسى ذكرك جهلاً ولا رغبةً في النسيان إنما خجلاً وحزناً لأن أقوى ماقد يمتلكه انسان حرّ طليق هو أن لاينساكِ,..
السلام عليكِ , على أطفالك الذين يحملون في يدهم أثمن مايمتلكون ليدافعون عن أرضهم , يحملون الحجارة ويقفون في وجه الأعداء بشجاعة من يملك دبابة مفخخة , فيموتون وتبقى الحجارة تشهد لهم بأنهم أشجع من على هذه الأرض ..
أخجل من الكتابة عنك كثيراً كي لا يكون كلامي من ضمن " كلام الجرائد" الذي قال عنه غسان كنفاني بأنه السبب وراء ضياع فلسطين ..
ولكن هذا اقصى مايمكنني فعله ياغسان ,لأني لا أملك إلا ذاكرة وكلمات ,كلمات فقط !
لن انساكِ وستضل قصيدة " لا تصالحْ !
.. ولو منحوك الذهب
أترى حين أفقأ عينيك،
ثم أثبت جوهرتين مكانهما..
هل ترى..؟
هي أشياء لا تشترى " عنواناً لقضيتك الأولى ...