يحدث أن يصنع المقتول قاتله ، وأن يهبه حياته ، وأن يوليه ماله ، وهذا قدر ، ولا مفر من القدر !
أبو مسلم الخراساني ، حارب الأبيض والأسود ، والبر والفاجر ، لتقوم دولة بني العباس ، ثم كان له سيف أبي جعفر الذي مزّقه إربًا !
الإمام تركي بن عبدالله آل سعود ، مؤسس الدولة السعودية الثانية ، أرسل بقصيدة شهيرة إلى ابن أخته مشاري بن عبدالرحمن أثناء أسره في مصر ، يستحثه الهرب ، ويؤنبه على البقاء :
يا حيف يا خطو الشجاع المضرا = في مصر مملوك لحُمر العتاري !

جاء مشاري ، وقتل تركي !

الإمام البدر - آخر أئمة الدولة المتوكلية في اليمن - أصدر العفو عن عبدالله السلاّل الذي شارك في محاولة الانقلاب على أبيه ، فأخرجه من السجن ، وولاّه رئاسة حرسه ، فانقلب عليه بعد مسامحة قد كلّفت الإمام البدر عرشه !

صلاح جديد - الرئيس الفعلي لسوريا من عام 1966 حتى 1970 - استنقذَ حافظ الأسد من ارتهانه في مصر ، وأعاده إلى الخدمة العسكرية بعد عزله منها ، فكان جزاؤه أن انقلب عليه حافظ الأسد ، ثم أودعه السجن إلى أن مات ( ثلاث وعشرون سنة في السجن ) !

ذو الفقار بوتو - رئيس باكستان - اختار شخصيةً مسالمة لقيادة الجيش ، وقدّمها - مخالفًا العُرف العسكري - على خمسة جنرالات تفوقها في الرتبة ، فكانت هذه الشخصية ( ضياء الحق ) هي التي جعلت جثته تتدلى من فوق المقصلة !
الرئيس المصري محمد مرسي ، ارتأى عزل المشير العجوز محمد حسين طنطاوي باللواء عبدالفتاح السيسي ، ثم قام فرقّى الأخير من رتبة لواء إلى فريق ، وولاّه وزارة الدفاع ، فكان الذي تعرفون !

إنها أقدار الله الخفية ، وإنها عصا سليمان : لا تدري الجن عن أكَلتها إلا بعد تكسرها !

آيدن .