العلماء هم المصابيح التي سخرها الله سبحانه وتعالى  في الأرض للناس كي ينيروا لهم  العقول المظلمة بعد أن انتهت مهمة الأنبياء والرسل فاستحقوا الوصف بأنهم ورثة الأنبياء . ولم يخلو أي من  الكتب السماوية من الحديث عن مكانتهم العالية بين أهل السماء. تلك المكانة الربانية التي تستحق أن يبجل العلماء في كل زمان ومكان. ومن واقع ما نراه  منذ سنوات طويلة في أروقة العلم وما نسمعه من شكوى في مجالس العلماء من تردي لأوضاعهم المالية نتيجة التمسك بمواد عفى عليها الزمن في قانون الجامعات الذي  وضع قبل 47 عاما ، فهذا الأمر يستدعي الغضب بل وأن الغضبة تأخرت كثيرا ..فلا يعقل بأي حال من الأحوال أن يترجم جهد وعطاء  الأستاذ الجامعي ببضعة قروش تجعله لا يقوى على تدبير متطلباته في أن يحيا حياة  كريمة . و هو مطالب طوال الوقت أن يظهر في صورة لائقة أمام طلابه كي لا يفقد هيبته واحترامه وتختل الصورة الذهنية عنه بوصفه يعمل في أرقى وأهم  مهنة  على وجه الأرض. إنها المعادلة المستحيلة . فكيف لأستاذ جامعي أن يتفرغ عقله للبحث والإطلاع لتزويدنا بآخر مستجدات العلم الذي لا ينضب بحره وهو يفكر في تدبير قوت يومه ويلازمه القلق من غد مظلم لن يكون أحسن حالا من حاضره السيء؟ ولماذا نحاكم العقول المصرية المهاجرة على اتخاذها لقرار السفر والهجرة بحثا عن حياة كريمة وبيئة صالحة للبحث العلمي لا تقتل فيهم الإبداع؟

وقد توقفت طويلا أمام المهاجمين لحملة علماء مصر غاضبون وكل من يحاول تشويه صورتهم ومطالبهم المشروعة وربطها بأجندات سياسية ..مثلما فعلت وأنا أراجع أرقام المبالغ الهزيلة التي يحصل عليها الأساتذه الجامعيين كبدل انتقال (150 قرش) وإشراف على رسائل علمية ( لا تتعدى 80 جنيه عن الرسالة الواحدة) وعلاوة الزواج ( 175 قرشا) وعلاوة الأستاذ ( 6 جنيهات). وإن كنا سنستمر في تقدير علماءنا بالقرش فليس من حقنا أن نطلب سوى لعنات السماء.

د. رضوى عبد اللطيف