جاءنا منذُ بضعةِ أسابيعَ ضيفٌ له ثقلٌ عجيب على بعضنا وله حبٌّ في قلوب البعض الآخر؛ ولكنه في النهاية زائرٌ مكث أياماً وسيرحل.

حلَّ على بلادنا معه طقوسهُ المتميزة عن باقي الضيوف من أقرانه وبدا كل شيء معه له طعم مختلف، فغير لنا هذا الضيف عادات وعادات ولكن سرعان ما بدأ يتلاشى هذا البهرج وبدأنا نستشرق معالم زواله.

فمنّا من يعد له الأيامَ حتى يرحلَ وبعض منّا يترجى به، لعله يطيلُ بقاءه حتى نستمتعَ بكل لحظة فيه، ومع كل ذلك فمصيره سيرحل وسيعود بعد سنة.

يُقال إنَّه ضيفٌ يحقق الأماني ولا يُرد بحضوره دعاء، فهو من حاشية الملك المقربين منه، وله باب يوصلك إلى الملك مباشرةً، اسمه باب الريان، ولا يلج على هذا الباب إلا من أكرمه حق إكرامه واستقبله أيما استقبال.

فهل حقاً أكرمنا مثواه؟، وهل احتفينا به كما ينبغي؟، هل إذا انتهت الزيارة وعاد إلى ربه سيخبره عنّا خيراً؟، ويقول أننا أديناه حقه ولم نُقصر معه، أم يقول لرب العلا أننا كنّا نعدُ لياليه قبل أنهاره وجلُّ دعائنا فيه أن يمضي في شأنه ويتركنا نرجع إلى سيرتنا الأولى.

أليس عجيب!!

كيف جاءتْ آياتُ الصيام في سورة البقرة بتلك الترتيب، هن خمس آيات، بينهنَ أيةٌ قاطعتهن ليست منهن فهي ليست من آيات الصيام في شيء لم يذكر فيها الصيام حتى؛ ولكنّ معظم المفسرين ربطوها بآيات الصيام التي سبقتها فمنهم الإمام البيضاوي رحمه الله الذي قال في وجه اتصال هذه الآية بما قبلها من آيات الصيام : "واعلم أنه - تعالى - لما أمرهم بصوم الشهر ومراعاة العدة وحثهم على القيام بوظائف التكبير والشكر عقبه بهذه الآية الدالة على أنه خبير بأحوالهم سميع لأقوالهم ، مجيب لدعائهم ، مجاز على أعماله تأكيداً له وحثاً عليه " ..

هل عرفتَ تلك الآية؟.

هل تفكرت بها وبعظمة الله تعالى وهو يدلنا عليه أنَّه قريب يجيب دعوة الداعي؟، ثم يختم تلك الآية بــ (لعلهم يرشدون).

هل هو الرشد؟.

ونعود فنسأل هل أكرمنا مثواه؟.

تدبر...

الآية: ﴿ وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ ﴾.

 .✍🏻. . . بقلمي

نائل عبد السلام عقيل

\22رمضان\1440