Image title



الجميع يبحث عن السعادة، كل إنسان على وجه هذه البسيطة يبحث عن سعادته بالشكل الذي يراه.

فالسعادة من وجهة نظر أحدهم قد تختلف تماماً عن السعادة عند الشخص الآخر فمثلاً: تكون أقصى سعادة الشرطي أن يلقي القبض على اللص وعلى المقابل يكون منتهى سعادة اللص أن يستطيع الفرار.

وأيضاً غاية سعادة قطٍ مثل توم هي في أن يستطيع الامساك بجيري ومقتضى سعادة جيري هي أن يزعج توم ويستفزه من البيت.

وقد تختلف السعادة من زمان إلى آخر فربما منذ أكثر من ألف سنة كانت سعادة الأعرابي في أن يدخل إلى قصر المأمون وأن يُطعمه ذاك الفالوذج الذي نسمع عنه ولا نعرفه وهذا من حقه ففي المناسبة الفالوذج كما روى ابن ماجه في سننه: خليط من الدقيق والعسل المعجون بالسمن العربي ويضاف إليه الفستق واللوز -فمن لا يحبه- وفي الوقت نفسه تكون قمة سعادة إمامٍ مثل الشافعي رضي الله عنه في أن يُحدثه مالك أو سفيان بحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فهو أحب إليه من بحر من الفالوذج.

أما على الصعيد الشخصي فربما ستغمرني السعادة –كما يُقالُ في كتب القراءة- فيما إذا وجدتُ ساعة فراغ أقرأُ فيها كتاباً لأحد الأدباء أو أن تهدى إليّ رواية أدبية من أحد إخواني، وإن أردتم أن أزيدكم من الشعر بيتاً ومن الأمثلة مثالاً زدتكم، فمثلاً: كل الفتيات دون استثناء حلم حياتهن وذروة سعادتهن هي أن يرتدين فستاناً أبيضاً وطرحةً عليها أكليل من ورد الياسمين، فيما العريس كل تفكيره (متى ستخلعه).

أحدنا قد تكون سعادته في أن يشفى من مرض ما اُبتلي به، والولد تغدو سعادته في أبهى حللها حين ينتهي من الامتحان ليخرج ويلعب البلايستيشن مع أصحابه أما الأم لا تتم سعادتها إلا فيما إذا نجح ابنها في هذا الامتحان.

كل منّا يرى السعادة بنظارته التي ينظر فيها، فالسعادة مجسم متعدد الأوجه فربما الوجه الذي يعجب غيرك لا يعجبك.

فهل وجدت وجه السعادة الذي تريد؟.


نائل عقيل

3\4\2019