Image title

     

        المازوشية أو الماسوشية كما يقول الأطباء وعلماء النفس ليست مرضاً لا عضوياً ولا نفسياً بل هي انحراف سلوكي سببه ضعف الشخصية أو بعض ظروف الحياة المحيطة، وله عدة مستويات يبدأ بالاكتئاب وسماعِ بعض الأغاني الحزينة وقد يصل في أعلى مستوياته إلى الانتحار.  

         الماسوشية: هي لذة قد يجدها الممارس لها في تعذيب نفسه، بخلاف السادية وهي حب تعذيب الآخرين، فكلنا قد نجد بعض اللذة من الضغط على ألم معين في الأصابع أو في العض على الشفاه المكلومة من جرح أو حبة، ولكن إذا تزايد الأمر وبدأ بالتحول إلى طلب لتعذيب النفس بداعي اللذة فقد بدأ الموضوع بالخطر.

        أما على الناحية المقابلة حيث الباحثون عن السعادة فقد يظن البعض أن السعادة هي بالابتعاد عن الحزن وأسبابه وأن الذي لا يشعر بالحزن والتعاسة هو أكثر الناس سعادةً، وهذا أيضاً غير صحيح فمن قال أن السعادة هي عدم الحزن؟.

        أن لا تحزن مفاده أن تترك كل الأمور تسير بلا مبالاة وهذا صعب على أغلب الناس فكلنا تشغلنا أمور تتعلق بحياتنا وبلادنا وأهلنا منها أمور سياسية أو ربما اجتماعية وعائلية وقلَ أن يمر يومٌ بدون هذه المشاكل.

        ولعل البعض يعتقد أن ضالتنا (السعادة) التي نبحث عنها ويبحث عنها كل من على هذه البسيطة هي حبلٌ له طرفين أشبه ما يكون بلعبة شدِّ الحبل وكل فريق يريد أن ينتزعها من يد الآخر ويبذل لها قصارى جهده ويزرف الدمع والعرق الكثير في سبيلها  وربما يكون عنده استعدادٌ أن ينزف دماً ويبذل نفسه رخيصةً في طلبها ولست هنا في مقام ذاك الصوفي الذي يحض الناس على ترك الدنيا والزهد فيها، بل اعمل و ابحث عن السعادة سعادتك أنت، وإياك أن تبحث عن سعادتك في مختبرات السعادة الخاصة بغيرك فكل شخصٍ سيجد سعادته في مكان غير الآخر فنحن كبشر متشابهون شكلاً لا روحاً، وكما أسلفتُ سابقاً "السعادة تدرك بالروح لا بالجسد".