وقت الأب : الأطفال من الآباء الأكبر سنا في خطر أكبر للأمراض العقلية
وتزيد الفروقات الكبيرة في الأعمار بين الزوجين من خطر الإصابة باضطرابات نفسية ، في حين تقلل العوامل البيئية الأخرى من المخاطر. هل هذه وظيفة بيولوجية ام بيئية - أم كليهما؟ وعوامل البيئة يقصد بها ما يتعلق بحياة الطفل في مرحلة التنشئة المبكرة, فاذا كان ينعم بحياة جيدة وأمنة وفي ظل اسرة متماسكة فان من شأن هذه العوامل ان تساعده في النمو بشكل افضل ما يمكنه من تجاوز اشكالية الطفرات الوراثية السلبية الناتجة عن الفروقات السنية.. .
وىشير الباحث الى انه غالباً ما يُعتبر عمر الأم عامل يشكل خطرا وراثيا بالنسبة إلى النسل ، لكن الأبحاث تشير الآن إلى ان الآباء يشكلون خطرا أيضًا، لا سيما عندما يتعلق الأمر بالصحة العقلية لنسلهم.ويشير الباحث الى انه قد يتمتع الذكور بميزة الخصوبة مدى الحياة ولكن مع تقدمهم في العمر فان معدل التحولات الجينية التي تمرعبر خلايا الحيوانات المنوية تتزايد بشكل كبير - مما يعرض أطفالهم لمخاطر متزايدة من الاضطرابات النفسية ، وخاصة التوحد وانفصام الشخصية. وهناك دراستان حديثتان تدعم هذا الارتباط لكن يبقى الخبراء غير متأكدين فيما إذا كان العمر هو سبب هذه المشاكل.
فعلى سبيل المثال ، كشفت نتائج مسح الصحة العقلية الماليزية (MMHS) ، التي نُشرت على الإنترنت في مارس / آذار 2011 ، أن الأشخاص الذين لديهم آباء أكبر سناً وكذلك أولئك الذين كان آباؤهم أكبر ب 11 سنة على الأقل من أمهاتهم ، كانوا معرضين بشكل متزايد لخطر عقلي معين. الاضطرابات الصحية ، بما في ذلك القلق والاكتئاب والوسواس القهري والرهاب. كان النسل الذي كان أبوه في عمر 19 عامًا أو أقل عندما ولد الطفل يعاني فقط من انتشار اضطرابات الصحة العقلية بنسبة 9٪. بغض النظر عن العمر الأبوي ، إذا كان الأب 11 سنة أو أكثر من الأم ، قفز هذا المعدل إلى 24 في المئة. كان أكبر خطر من اضطرابات الصحة العقلية - 42 في المائة - يُرى في أطفال الآباء الذين تتراوح أعمارهم بين 50 سنة وما فوق ، مع زوجات تقل أعمارهم عن 11 سنة على الأقل من أزواجهن.
لقد أدرك الممارسون الطبيون منذ زمن طويل الصلة بين سن الأب وزيادة خطر الإصابة بأمراض عقلية ، لكن الباحثين بدأوا في الكشف عن مزيد من التفاصيل: "لقد عرفنا أن أطفال الاباء كبار السن لديهم حساسية أعلى لمرض متقطع منذ السبعينيات، وتقول دولوريس مالاسبينا ، أستاذة الطب النفسي والبيئي بجامعة نيويورك، وهي رائدة في مجال الفصام ذي الصلة بالعمر (PARS): "لقد كانت حقبة السبعينات انفجاراً للبحوث في هذا المجال".
الحيوانات المنوية تتحول الى سيئة؟
يختلف بعض الباحثين حول ما إذا كانت العلاقة بين عمر الاب وانها تعتمد بشكل محدد على الآليات الجينومية الداخلية المرتبطة بعملية الشيخوخة، والمعروفة باسم "الحيوانات المنوية المتحولة سلبا"، أو ما إذا كانت العوامل البيئية والتفاعلية تؤثر أيضًا على النتائج.
والباحث يقتبس جون ماكغراث أستاذ الطب النفسي في معهد كوينزلاند برين في جامعة كوينزلاند بأستراليا: "الروابط بين عمر الأب والنتائج العقلية متعددة العوامل. يجب أن نأخذ في الاعتبار العوامل الوراثية والبيولوجية والاجتماعية".
ويرى الباحث ان النهج اللاجيني يستند على نظرية أن التعرض المتراكم لسموم البيئية مع مرور الوقت يؤدي إلى تغيرات في التعبير الجيني التي تنتقل إلى الأجيال اللاحقة وتؤدي إلى الإصابة بالأمراض في الأطفال في وقت لاحق من الحياة. على سبيل المثال ، فإن الأطفال من قدامى المحاربين في حرب فيتنام الذين تعرضوا لعامل مبيدات الأعشاب البرتقالية لديهم خطر متزايد للإصابة بانشقاق العمود الفقري بسبب التغيرات الوراثية اللاجينية. ويمكن أن يكون للشرب والتدخين آثار متوالدة في النسل
ويوضح نحن نعلم أن هناك آليات تشغيل حيث يمكن للتجربة الأبوية على مدى عمر الإنسان أن تشكل المسارات الاستقلابية لأطفاله حسب مقتبس مالزبينا. والسؤال فيما اذا كانت هذه التغييرات ستؤثر على المدى البعيد على الصحة العقلية لأطفال كبار السن؟
ترجمة: سالم موسى القحطاني
نسخة اولى
https://www.scientificamerican.com/article/children-with-older-dads-at-greater-mental-illness-risk/
By Nicole Gray on August 29, 2011
يتبـــــــع 1 -4