اكاد إجزم ان السعادة في الرضا و القناعة بما قسم الله ، و هذا لا يتعارض- برأيي - مع الطموح ، نعم علينا أن نحلم، فلا معنى للحياة بدون حلم ، علينا ان نحلم و نخطط لتحقيق أحلامنا ، و لكن الطريق - عادة - غير ممهدة ، بل هي - عادة - ملغمة ، فلنصبر اذن اذا اردنا تحقيق أحلامنا ، و لنطلب من الله العون و المدد و الهداية ، و اذا انتكسنا - لا قدر الله - اثناء السير ، فلا ضير، فالخيرة فيما اختاره الله ، و لننفض عن أنفسنا الغبار ، و لنخرج من جسدنا الأشواك ، ثم لننهض من جديد ، و لنعمل ثانية و ثالثة و رابعة ... و هكذا نجمع بين الطموح و الرضا ، هكذا تظل نفوسنا قوية مطمئنة ساكنة وادعة بعون الله .
و أكاد أجزم أن أسس اكتساب العلم و المعرفة هي : الشعور بالحاجة الى العلم و المعرفة ، و حب الاطلاع ، و النظر الى كل شيء - و أعني هنا حرفيا كل شيء - بدهشة كدهشة الأطفال ....
أما الإبداع فأساسه - و أجزم بذلك طالبا العون من الله - الحرية : التحرر من أثقال الماضي و قيود الحاضر ، التحرر من الآراء الجاهزة و الأحكام المسبقة ، ان أساس الإبداع هو التفكير و العمل من خارج الصندوق .
اذن فلنكسر القوالب القديمة البالية ، و لنتعلم و لنعمل و لنبدع ، هذا لا يعني أن كل قديم فاسد ضار ، و لا يعني أن كل جديد صالح نافع ، كلا ، و لكن الحياة تتطور و نحن - العرب و المسلمين - في مكاننا ؛ جامدين ، بل ميتين ! ؛ كلنا - اسلاميون و علمانيون - كلنا جامدون ، كلنا حرفيون ، كلنا متعصبون ، نندب و نلطم ، ثم نطرح حلولا كأنها السحر ، الإسلاميون - أو معظمهم - يريدون حل مشاكل حاضرنا بأدوات ماضوية ، و العلمانيون يريدون حلها بأدوات أجنبية ، و المحصلة - في الغالب - لا جديد تحت الشمس ، لا تقدم ، لذلك نحن نحتاج الى من يبدع الحلول ، من يخلقها من واقع احتياجاتنا ، و حسب مواردنا ، ثم يزرعها في رحم الحياة ، وقتها ستعيش و تثمر بعون الله ...