لا أعلم.
هذه الكلمة التي باتت مفتاح كل شيء بالنسبة لي، وحين أقول مفتاح.. لا أعني أن وظيفتها فتحُ الأبواب، بل على العكس تماما.. أودّ أن أغلق بابي تجاه كل شيء، وأشعر أن "لا أعلم" كافية لتمنحني ذات الأمان الذي تمنحه الأبواب.
لا أعلم متى توقفتُ عن الرغبة، عن البحث، عن الإندهاش.. لكن هذه الفكرة لم تعد سيئة الذكر بالنسبة لي، لا أجد أنه من الضروري أن أمنح ليومي معنى، ولا داعي لأن أشعر بالأسف لأني لا أفعل ذلك، الأمر يبدو كمن استسلم في نهاية المطاف لمصير قرره آخرون بشأنه.
لا أعلم متى توقفت عن المحاربة تجاه ما أملك، في كل لحظة كانت تنتهك الأشياء التي في حوزتي وأكون عاجزة عن أن أحميها، أو أحييها.. كنت أفقد جزءً من روح الدفاع الذي يجب أن يكون في أي شخص آخر... لم يعد لي فرصة أن أستذكر كيف يدافع المرء عمّا يحبّ.... أغلى ثمن يمكن أن ندفعه هو الحريّة، الكثير هنا يدفع حريته ثمنًا لعيشه دون أن يشعر، أناتقسمتُ لأجزاء لا منتهية كي أشعرهم أنه يجب عليهم لكي يسلبوا حريّتي أن يحتاروا من أين يمكنهم أخذها، ثم لا يمكنهم.. لكنني فقدتها، في المنتصف بيني وبينهم.. لست أسيرتهم، لكنّي سجينة، وهذا ليس أفضل على أية حال، لكنني استطعت في نهاية الحال أن أغلق أبوابي في وجه العالم وأنام.