إن قضية التكفير قضية زلزلت مجتمع الإسلام وعالم الإسلام اجمع ، فقد اهتز لها الكون وتحرك كل صامت بحقده من طريقها، وسفك دماء كثر بسببها، وتباعد الاخوان من خلالها، وطلق الرجل امرأته بسببها ، واستحل اناس أموال المسلمين وأعراضهم بعلتها، وعانى كثير من اليتامى من فقدان الآباء والأمهات بسبب نتائجها المخيفة والمرعبة. 

الأمة المسلمون يشربون هذا الزمان من كؤوس التطرف والعنف والقتال باعتناقهم هذه الفكرة الهدامة ، بينما قلت ولادة العدلاء والعلماء الربانيين وابطال العصور .

ونشاهد اليوم استحباب القتل بدون سبب ، وترك الأولاد على أيدي الهمجيين ، وتربيتهم بأساليب الاغتيال والانفجار والانتحار أمام الجميع، حتى أصبحنا نساعدهم بالرأي والإعجاب وندعمهم بالمال وتزويد السلاح أيا كان، لكي يواجهو قدرهم المريع .

صرنا نفتخر بإرعاب الاظفال وتهجير الشعوب من بلادهم بسبب جهلنا وبربريتنا ، ونكتفي شبعا باحتساء فنجان الدم ، وندعم بل ونمدح كل من عارض طمأنينة البشرية ولو كان يهوديا أو مجوسيا، فترى الشعوب المسلمين يتحاكون بينهم من حملات هتلير ودكتاتورية نابليون بونبارت ، حتى تمنى أطفالنا بأن يكونو مثل هؤلاء السفاحين، المهم نرى على ما صرنا من عدم الشفقة والرحمة وصارت الدماء والأرواح هدف حياتنا.

والأهم من ذالك قضية التكفير التى جاورت ضمائرنا وصاحبت أفكارنا وتغلغلت في دمائنا ، وجرت في عروقنا ، وشيدت مبادئ العنف والهمجية ، وعلى ما يبدو فإني أتحدث حول هذه الفكرة وما ولدت من مجازر بشعة ، وبعدها أتطرق إلى حديث جماعة تنكرت زي الإسلام كامثالها من الجماعات و لبست ألبسة الأبرياء وهي ( الصادعون بالحق ) وما قال زعيمها من هذه القضية السوداء ( قضية التكفير) .

إن بلاد المسلمين تمتلئ فيها يوما بعد يوم الجرائم البشعة بحق المسلمين الأبرياء وجراثيم الإرهاب ، حتى تولد من هؤلاء الأمراض، قلة الإنصاف وعدم الإنسانية لدي المسلمين وخاصة ممن تمسكو حبال الوهابية وتيارات السلفية ، فكثرت القبور على شوارع المدن ، مقديشو ، خرطوم، طرابلس، قاهرة ، دمشق ، بغداد ، رياض، صنع ، مراكش، بسبب الانفجارات الدموية والاغتيالات العنيفة ، فتبادر إلى اذهان الشعوب الهجرة إلى بلاد الغرب وترك آمالهم في هذه البلاد السوداء ، حتى أمسينا والسحاب السوداء تحوم علينا ليل نهار .

إن قضية التكفير قضية محكمة في شرع الله وقد تكون من أحكام الشرع كليا، ومن وقع فيها وقع في الكفر وانطبقت عليه وصف الكفر مع انتفاء الموانع وتوافر الشروط عليه ، والضابط الذي نكفر على الأشخاص هو بأن يقعو على ما وصفه الله ورسوله كفرا والإلحادا ويكون صاحبه كافرا مخلدا في النار . 

وكلام زعيم الصادعون بالحق كان " قضية التكفير تابعة لقضية الدعوة ، فموقف المرء من الدعوة يقرر حكم المرء مهما يكن ، فإذا رفضها يكون كافرا وإذا قبلها ورحبها يكون مسلما مخلصا ، ونحن لا نحكم على الأشخاص من تلقاء أنفسنا بل هم الذين يقررون أحكامهم بأنفسهم " وإطلاق قاعدة كهذا أو كلام مثل هذا في واقعنا الذي نعيشه يكون عشوائيا. لأن هذا الزمن كثرت فيه الأحزاب الدينية والأفكار المختلفة ، ومصطفى كامل زعيم الجماعة ينطبق كلامه هذا على من خالف فكرة الجماعة يكون كافرا ومن تقبلها ورحبها يكون مسلما ، وهذا من أشد واخبث الأوهام عند الشيخ .

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته