فما عادت تلكمُ الأمنيات تكفي وما عادت تلكَ الأحلام تُشبعنا وتُغنينا، فقد كثرت الأمنيات الزائفة حتى تمكنت منا وألهمتنا أننا على صواب حتى نالت منا في نهاية الطريق، فعجبا لما حل بنا من تقصير وركود !  فتمضي بنا الأيام بدون شفقة .. تنهال مصائبها على الرؤوس فتجزها كما تُجزُّ الأعشاب البالية ولكن أين المفّر يا رب ؟!

تتكر الذلات مرة تلو المره ففي بدايتها نظنها فريدة حلوة فكلما مضينا وغُصنا بها وتفقدنا أسرارها الدفينه حتى زادتنا أُلفة حتى إذا شارفنا على أبواب الإنتهاء والوصول حتى ترائت لأعيننا أسهم الغدر التى لا تدع يابساً ولا أخضرَ، تلك الأسهم التي لم نحسب لها الحُسبة الصحيحة ولم ندوّن ملاحظاتنا أثناء السير لتفادي تلك الأخطاء الجسيمة .. إنه الكسل المشوب ببعض من العجز ! ذلك الشئ الذي لم نعد له العده لكي نُحاربة فهو يأتي على غير ميعاد لكي ينبهك أو يقضي عليك أحياناً ! فلمَ العجلة والتسرع ؟

ومع كل هذا تتكر الذلات ولكن بصور مختلفة ومواقفَ مختلفة حتى ظنناها حاسة من حواس الجسد لا نستمتع إلا بوجودها في حياتنا اليومية .. إنه الكسل المشوب ببعض من البلادة !

أقدارنا كالساعة تمضي بدون توقف .. كذلك القدر ينفد بدون توقف أو تنبية آجل .. فسلاماً على استسلموا لأقدار السماء وقابلوها بوجوه سمحة مُشرقة ورضوا بما قد كُتب لهم ولو علموا أن ما فيه خيراً لهم لخرّوا سُجداً وفرحوا فرحاً بما آتاهم الله من فضله، وساروا في هذه الحياة الدنيا بقلوبٍ مرنة تحتمل ما ينزلُ من النوازل .. فيا رب اجعلنا منهم .. وتعساً على من تكبروا على حظوظهم وأقدارهم المكتوبة قبل ميلادهم، وتبتروا على أنعُم الله ! .. تعساً ثم تعساً لكم، تراهم وجوهم مسوّدة وعقولهم فارغة وقلوبهم واهية وأجسادهم بالية وبصائرهم مُغيّبة، ترى عزائمهم قد شارفت على الإنتهاء وقواهم قد خارت من الضعف والهوان . فيا رب لا تجعل لهم علينا سُلطاناً !