بعد الفطار ، بتروح تفتح التلاجة عشان تشرب التمر هندى ، وإذ فجأة تلاقيه عرقسوس طعمه مُر ، فيتحول تعبير وشك من كويس لوحش ، وتقرف

خلينا نقول إن حاسة التذوق حاجة أساسية فى حياتنا ، وبدونها كانت الحياة هتبقى بدون طعم - بديهيات-.

- ازاى بيستقبل دماغنا الرسالة دى ، إن كان الشرب ال بنشربه حلو ولا مُر ؟

- تشارلز زوكر ومختبره بيتابعو الموضوع دا ، نشروا أوراق بخصوصها ، وفى دراستهم الأخيرة اللى اتنشرت فى مجلة ناتشر الشهيرة قالو إن الخلايا العصبية بتحمل رسالة المرارة أو الحلاوة وبتاخد مسارات مختلفة عشان توصل فى النهاية للوزة المخيخ ، إيه لوزة المخيخ دى ؟ منطقة معروفة بتوحيد وتعديل العاطفة ، وبعد عدة تجارب على الفيران ، أظهرت التجارب إن ممكن نشيل الإحساس الإيجابى من الطعم الحلو والإحساس السلبي من الطعم المُر ، نقدر نتحكم تماماً فى تذوق وشعور الفار عند التذوق

- وفى دراسة سابقة ، لاختبار فهمهم كيفية وصف الرسالة العصبية إنها حلوة أو مرة ، أعاد الباحثون توصيل الفيران ،وأثارو الخلايا العصبية الخاصة بالطعم الحلو لما تذوقو حاجة مُرّة ، ونتيجة لدا الفئران كانت سعيدة وفضلت تشرب المية اللى فيها مواد مُرة

كل دا معناه إن الحلو والمر إشارات مميزة جداً وسهل التلاعب فيها فى الدماغ ، بس الباحثين ملقوش سبب ليه بيفضلو الحلاوة وبيرفضو المرارة ، دا اتعيّن على أى أساس ؟ ، صاحب البحث بيقول " للتذوق ميزتين ، الهوية والمتعة "

- فضلو يتتبعو الخلايا الخاصة بالتذوق ، جربوا يشغلو الخلايا العصبية دى بواسطة تسليط ليزر ، وظبطوا الفئران عشان يسلطو الليزر عليهم وقدامهم إزازة مية فاضية ، لو عندهم شعور إيجابى من الليزر ، هيلحسو الإزازة اكتر ، لو سلبى هيلحسوها أقل

وقدرو يدرّبوا الفيران إن كان اللى بيشربوه حلو ولا مُر عن طريق الحركة يمين ولا شمال ، استمرت الفيران قادرة تحدد إن كانت ال بتشربه حلو ولا مُر

- فى النهاية محتاج أفكّرك إن الطعم الحلو له مسارات فى الخلايا العصبية والطعم المُر كذلك ، وسهل نثيرهم ونتلاعب بيهم ، وسهل تشرب حاجة مُرة أو حاجة حلوة ومتحسش بطعم