في زمانٍ لا أعرف بداية خيطه الأبيض من خيطه الأسود، في زمانٍ قد صنع على عينيك غشاوة من ظلامٍ دامس، في زمانٍ لا تستطيع التفرقة بين الظُلم عدلاً ولا العدل ظُلماً .. في زمانٍ كثرت به الفتن والذنوب، في زمانٍ لم نعرف لهُ يوما واحداً عشنا فيه أعزاء، 

نعم قد طال هذا الزمان منذ سقوط الخلافه بل ومن قبل سقوط الخلافةبسنين معدودة، يوم أن انشغلوا بالحروب والدنيا الزائفة

فأراد الله أنيعذبنا بذنوبنا في الدنيا ويجعل لهمُ الغلبة والتقدم في كل شئ، وبقي المسلمون في الوارء بعد أن كانوا همُ النجباء الأعزّاء .. وعجبي على هذا الزمان التعيس !

في صباح يومنا هذا .. في صباح يومٍ جديد من الذل والمهانة .. في صباح يومٍ جديد من الضعف والخيانة !

في صباح يومٍ آن للقدس أن تغيب ويخفتُ نورها البرّاق بالإعتراف بها كعاصمة لبني إسرائيل .. آه آه !

وعجبي لكم يا عرب .. يوم أن كان لنا جحافل جرارة تُحيي العدل في بلاد العالم أصبحنا أضحوكة يُستهان بها في أيدي الغرب الكافر !

لا تحزني يا أطيارَ القدس واستمري في التغريد إلى أن يأتي ذلك اليوم الذي لطالما انتظرناه طويلاً .. أما آن لك أن تأتي ؟

فسبحان من جعل بعد ضعفٍ قوةً وتمكينا .. فنحن قد سئمنا من ترديد الهتافات التي لا تسمن ولا تُغني من جوع،

 قد سئمنا من تذكر الماضي والبكاء على أطلاله، قد سئمنا من التعلق بغير الله في حلول الأزمات التي لم ولن تحل إلا بأمرٍ من عنده .. فوا أسفاه على أمة ٍ قد شُغلت بالعنوان وتركوا المضمون !

جباهنا تتوق لسجدة في باحاتك يا أقصى الأنبياء يا مسرى ومعراج محمد، عيوننا تنتظر نظرة مُدقّقه في سمائة الشاسعة وفي جُدرانه المُقدسة، واشواقاه يا أولى القبلتين واشوقاه يا أرضاً قد تعلقت بها قلوبنا من حبالٍ             في سماء الآمال والأحلام، أما آن لهذا الجيل أن يصنع المجد يا قدس بعد أن خذلك جيلٌ من الكهول الذين بيننا جيلُ الضعف .. جيلُ الهزائم .. جيلُ النكسة !

سنعودُ يا قدسُ وعلى أكتافنا النصرُ المؤزر بإذن الله .....

( تِلْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهَا إِلَيْكَ مَا كُنْتَتَعْلَمُهَا أَنْتَ وَلَا قَوْمُكَ مِنْ قَبْلِ هَذَا فَاصْبِرْ إِنَّالْعَاقِبَةَ لِلْمُتَّقِينَ )