جلس في الزاوية البعيدة ’’من مسجد القرية الجنوبية’’’
وهو
يتمتم بعبارات الندم ’’والحسرة ’’’
طالبا من رب السماء ’’الرحمة والعفو والمغفرة ’’
ولما انتهى امام المسجد ’’من صلاة الجماعة ’’’
اقترب منه’’قبل يداه ’’وجلس كالعبد امام يديه’’
قائلا-----
مولاي ’’لقد ارتكبت معصية كبرى ’’
يشيب لها الولدان ’’
ويهتز لها العرش’’
ولاأعرف ماذا أفعل’’
ولكنني ’’نادم على كل شيء’’
ومستعد لان أقضي حياتي’’
خادما للمسجد’’ولامام المسجد’’’
فقط ’’أخبرني ’’
هل لي من توبة ’’’’’
فقال-امام المسجد ’’’
نعم يابني ’’
باب التوبة مفتوح للجميع ’’’
ولكن أخبرني ’’أولا’’’
ماهي جنايتك ’’’’
فقال ’’مدحت الصواف ’’’وهو يتصبب عرقا’’’
ويكاد يغمى عليه من الخوف’’’
’’لقد ارتكبت جريمة الزنا’’’يامولاي’’
فانتفض الامام ’’واقفا’’’
مقطبا جبينه ’’’
ومزمجرا ’’ورافعا عصاه للاعلى ’’’
قائلا-----
’’ويحك ’’ارتكبت هذه الجريمة البشعة ’’
ودخلت المسجد ’’وأنت مجنب’’
أيها الأحمق’’’
فقال ’مدحت الصواف’’’’’’
اقسم لك يامولانا’’’بانني أغتسلت غسل الجنابة’’
قبل دخول المسجد ’’’وجئتك لتدلني على وسيلة ’’’
للتوبة ’’’والنجاة ’’مما ارتكبت من فعل شنيع ’’’
فقال امام المسجد’’’
’’اولا قل لي مع من من نساء القرية ’’’
ارتكبت هذا الجرم ’’’؟؟؟
فقال ’’مدحت الصواف’’’’’
’’مع ’’فاتنة ’’الأرملة التي تسكن في أطراف القرية ’’’’
صمت امام المسجد ’’’
وهدأت فورته ’’وجلس على الأرض’’
وراح فكره يجول بعيدا ’’’’وبعد برهة من الوقت’’’
طلب من ’’مدحت ’’المغادرة ’’’
واعدا اياه بجواب شاف ’’ينقذه من عذاب جهنم ’’’’
بعدها مرت الايام ’’والليالي ’’’
وامام المسجد غائب عن الانظار ’’
حتى عن أهله ’’’وزوجته ’’واولاده ’’’
ولم يحضر في جميع اوقات الصلاة ’’’
وظن الجميع ’’’ان الجان قد اختطفه ’’
ليعلمه واتباعه اصول وفروع الدين ’’’
او انه ذهب الى الديار المقدسة ’’’
ليؤدي مناسك الحج سرا ’’
خوفا من الرياء ’’’
وفي ليلة ظلماء ’’حدثت الكارثة ’’’
زلزال عظيم ’’وقع على رأس القرية ’’
فتهدمت أغلب أكواخها ’’وصرائفها’’
باستثناء المسجد ’’
وقصر شيخ القرية ’’
وبعضا من الاكواخ ’’’’
وفي الصباح ’’هرعت سيارات الاسعاف’’
والشرطة ’’الى القرية ’’’
لينقلوا الموتى الى المقابر ’’
والجرحى الى أقرب مشفى ’’’
وحينما دخلوا كوخ ’’فاتنة ’’’
وجدوها عارية على السرير ’’
و رجل عار ’’الى جنبها’’’
وبعد الفحص ’’والنظر’’’
وتحليل جثته ’’تبين انها جثة ’’امام المسجد’’’’’’’’’
بعد سنوات من الفضيحة ’’’
حل امام مسجد جديد في القرية ’’’
كان أسمه ’’مدحت الصواف’’’’’