الملك-----


كان قد شارف على سن الخمسين ’’
حينما اشترى شيخ القرية ’’’
أرضه التي تبلغ مساحتها عشرة دوانم’’
بمبلغ كبير ’’مقداره نصف مليار دينار’’
بالتمام والكمال ’’
حدث هذا بعد وفاة والدته ’’سلومة’’’-بعدة أشهر’’
والتي كانت ترفض بيع الارض’’لانها أرض مقدسة’’
دفن  فيها الكثير من أقاربها ’’الذين كانوا أشرافا ’’
وسادة ’’يشفون المريض ’’’ويهبون نصف قوتهم’’
كل ليلة لفقراء القرية ’’’’
وعندما استلم المبلغ ’’’اشترى نصف دونم ’’
في أطراف القرية ’’وشيد فيها قصرا فخما ’’
يكاد يكون أجمل من قصر شيخ القرية ’’’
وجعل فيه الخدم والحشم ’’
بعدهاذهب الى المدينة ’’’
ليشتري ملابس جديدة ’’’دشداشة زرقاء’’
وعقال اسود ’’’وشماغ مرقط بالاسود والابيض’’’
وحذاء ايطالية ’’بلون أسود’’’
ولم ينسى زجاجة العطر الكولونيا ’’’وزجاجة من الشمبانيا ’’’
وقبل أن تحط قدمه في سيارته الفخمة ’’’المارسيدس’’’
لغرض العودة الى القرية ’’لمح صيدلية على الجانب الايمن من الشارع’’’
ففكر بشراء علبة كاملة  من حبوب الفياكرا’’’
مخططا لقضاء ليلة ماجنة’’’مع الغجرية ’’سمرة ’’-التي لن تتوانى’’
عن الحضور الى قصر الملك ’’الذي أصبح من أغنى رجال القرية ’’’
وما ان وصل القصر ’’’حتى صرف جميع الخدم ’’
باستثناء الخادمة الاكبر سنا’’’وديعة المراني’’طالبا منها بتجهيز غرفة النوم’’
بأجمل الستائر ’’’والقنفات ’’ومن ثم العروج الى بيت ’’سمرة’’’-
وطلب حضورها الى قصر الملك ’’مع حلول الليل ’’’
وما ان حلت تباشير الظلام في القرية ’’’
حتى حلت ’سمرة ’’في غرفة النوم ’’
وبعد سماع باقة من أغاني الريف القديمة ’’
وبعد انتهاء فصل الرقص والهز والنز ’’’’’
ارتمى الملك على السرير ’’’
وبعد لقاء حميمي كبير ’’’’نهضت ’سمرة ’’
من السرير ’’وخرجت مسرعة من القصر ’’
وهي خائفة ترتجف’’’
أما الملك فلم ينهض أبدا ’’’من السرير ’’’’
يبدو أنه تناول الكثير من حبوب الفياكرا’’’’’’’’’’’’’’’’