انتظار-----



منذ أحد عشر عاما’’
وشيخ القرية يطاردها ’’
في يقظتها ’’حينما تذهب الى النهر’’
لغسل ملابسها’’’
وفي حلمها ’’’حينما تأوي مخدعها’’
في حجرتها الصغيرة ’’
من كوخ القصب والبردي ’’’
التي تسكن فيه ’’هي وامها ’’’
بعد وقوع زوجها في الأسر ’’’
في حرب استمرت لاكثر من ثمانية أعوام’’
في الحدود الشرقية ’’’’
كانت جميلة ’’ونظرة ’’
تتمتع بقوام جميل ’’كعود الخيزران ’’
وعيون ملونة ’’تشبه زرقة السماء’’
وجدائل سوداء’’وطويلة ’’’
تشبه لحد ما ’’ليالي تشرين ’’’
وكان شيخ القرية ’’حمود المواسي’’
غنيا جدا ’’يمتلك من المال ’’
والاراضي ’’والحلال’’’ما يسد عين الشمس’’’
ورغم انه قد تزوج من ثلاثة نسوة ’’
من أجمل نساء القرية ’’’
الاأنه افتتن بزوجة الأسير ’’عزام ’’’
وطلب يدها لاكثر من مرة ’’
مقدما لها فروض الطاعة ’’والمحبة ’’
الاانها كانت ترفض بشدة ’’
وتصر على انتظار زوجها ’’’ليعود من الأسر ’’
ليجتمعا سوية تحت سقف واحد ’’’
وذات يوم ’’حل قاضي المدينة ضيفا على شيخ القرية ’’’
وبعد وليمة كبرى ’’ضمت أشهى أنواع الطعام ’’
والمشارب ’’’انفرد الشيخ بالقاضي’’
وطلب منه حلا مناسبا ’’لمشكلته مع زوجة عزام ’’
التي رفضت الزواج منه ’’بسبب ارتباطها ’’
بزوجها الأسير ’’’
فأجاب القاضي -
علينا اولا أن نثبت وفاة زوجها ’’في معتقل الأسر’’
من خلال تقارير مزيفة ’’نستحصلها ’’’
من دائرة ’’شهداء الحرب الأسرى ’’’----
وهذا يتطلب مبلغا كبيرا من المال’’’
فرح الشيخ بالأمر ’’ووضع مالا ضخما امام القاضي’’
الذي رحل مسرعا الى داره في وسط المدينة ’’
ليتتم اجراءات شهادة الوفاة للأسير عزام ’’’
وبعد أربعة أيام بالتمام والكمال ’’’
وقف شرطي القرية أمام بيت ’نصرة ’’-
زوجة عزام ’’’’’-وبعد تقديم عبارات الأسى والحزن’’
سلمها كتابا مختوما من دائرة ’’شهداء الحرب الاسرى ’’
يثبت وفاة زوجها فبل أربعة أعوام ’’في معسكر الأسرى ’’
صدمت ’نصرة ’’بالخبر ’’وبدأت بالصياح والنواح ’’
واجتمعت نساء القرية ’’ليقدمن لها المواساة ’’’
وهرع شيخ القرية ’’الى مكان النواح ’’مع مجموعة كبيرة ’’
من رجال القرية ’’وقرر اقامة مراسيم العزاء ’’
قرب مضيفه ’’’فنصبت سرادق العزاء ’’
وجاء المعزين من كل حدب وصوب ’’
ليقدموا له المواساة ’’وبعد انتهاء المراسيم ’’
أخذ يرسل الى كوخ ’نصرة ’’أشهى انواع الطعام ’’
وأجمل الملابس ’’كل يوم ’’’
وبعد انتهاء أيام عدتها ’’’أرسل اليها قابلة القرية ’’
الحاجة ’’أم فهد ’’-لتخطبها لنفسه ’’
وهي محملة بصندوق فيه من الحلي ’’
والفضة والذهب ’’ما تسر له العين ’’
وينشرح له الفؤاد ’’
وبعد الحاح من أمها ’’وبكاء’’وعويل ’’
وافقت ’نصرة ’’على طلب الشيخ ’’
على أن تكون ليلة الفرح صامتة ’’
فلا دف ’’ولارقص ’’ولاأغاني ’’’
وافق الشيخ على جميع طلباتها ’’’
وفي ليلة الزفاف ’’
وحينما دخل العرسان الى مخدعهما ’’
وقبل حدوث لحظة الارتباط العيني ’’
سمعا ’’الزغاريد ’’’والدبكات ’’
وصوت اطلاق العيارات النارية ’’’
وهوس ’’ولغط ’’وضجة ’’
بين رجال القرية ’’’
ونساءها ’’
ولما خرج الشيخ يستعلم الخبر ’’
أخبره حراسه بان ’’عزام الأسير ’’-زوج ’’نصرة ’’
قد عاد من الأسر ’’’
رجع مسرعا الى مخدع العرس’’
وأخبر ’’نصرة ’’’-ان مولودا ولد لزوجة ’’سرحان’’
التي لم تلد منذ خمسة اعوام ’’
ورجال القرية ونساؤها ’’يحتفلون بهذه المناسبة ’’
ثم أطفأ الأضواء ’’’’’
في الصباح الباكر ’’’كانت ’نصرة ’’تنتظر أمها ’’
والحاجة ’أم فهد’’ونسوة القرية ليقدمن لها الفطور’’
والتبريكات ’’’
ولكن لم يأت أحد ’’’’’’’’’
ولما أرادت الخروج ’’من قصر الشيخ تستعلم الخبر’’
منعها حراس القصر ’’
وطلبوا منها الدخول ’’
حتى يأتي الشيخ ’’’’’
وما أن حل المساء ’’’حتى سمعت نحيب وعويل ’’
في أرجاء القصر ’’’
ولما خرجت من مخدعها ’’وجدت تابوتا خشبيا ’’’
وحوله نسوة القرية ’’يلطمن ’’ويبكين ’’
ويشقن جيوبهن ’’
وبعد أخذ ورد مع زوجات الشيخ --
قالت لها الزوجة الكبرى -----
ياوجه البومة ’’
ويا وجه شؤم ’’
لقد قتل الشيخ ’’حمود المواسي’’-
-ومن قتله’’’’’
-زوجك ’’عزام ’’’’’’’
حينها خرجت من القصر مسرعة الى كوخها الصغير’’
وهي فرحة ومسرورة بعودة ’’عزام ’’’’’’’
وفي منتصف الطريق--وجدت جثته مرمية قرب الساقية ’’
بعد أن قام أبناء الشيخ -برميه بثلاثين رصاصة ’’’
عشرة في رأسه’’
وعشرة في صدره’’
وعشرة في ساقيه ’’’
وفي لحظة ’’رمت نفسها فوق جثته ’’’
ولم تقم بعدها أبدا’’’’’’
ياله من ’’انتظار’’’’’’’’’’’’’’’’’’