شهر كريم و ساعات مباركة نقضيها متقلبين بين نفحات هذا الضيف الذي حل علينا كريما بعطايا الرحمن ، كل تفاصيله صاغت لنا قلادات من فرح ازدانت بها ليالينا .
شهر بأيامه المباركة كل مايرتبط به من طقوس و أعمال و عادات و روحانيات تزيد فينا أنس لأرواحنا .
الكل له مع هذا الضيف ذكری جميلة و عادة خيرة يحرص علی إستمرارها فهو موسم ترتقي به الأرواح إلی مراتب عليا من النقاء ﻹرتباطها أغلب وقتها بخالقها فلا عجب إن طابت أرواحنا فيه و تهللت وجوهنا و استكانت خواطرنا و نلنا من السلام الروحي ما افتقدناه في بقية أيامنا..
و مما يبهج الخاطر و يسر الناضر في هذا الشهر العمل التطوعي الذي تشهده شوارعنا و طرقنا ، شباب اصطفوا لهدف نبيل فضلوا الغير عليهم فتسامت أنفسهم بالعطاء و تهافتوا عليه مسرعين ، اختاروا الوقوف علی ناصية الطريق بدلا من الإسترخاء في منازلهم ،لم يكن خيارهم ذلك و إنما اختاروا أن يكونوا سفراء للعطاء .
و نتساءل مالمقابل الذي يجده الشاب حين يقوم بهذا العمل النبيل ..
لو نظرنا بأعينهم و تفحصنا تعابير وجوههم لوجدنا بأن السعادة و الرضا طغت علی ملامحهم فعلی الطريق كونوا إخوة عظيمة مع بعضهم و أنجزوا عملا فضيلا و إكتسبوا سمات و خصال كريمة كالصبر و التضحية و الإيثار و مهارات تصقل شخصياتهم و كل تلك السمات تكون نفسا طموحة منتجة هادفة ،لن تجد أحدا علی الإطلاق يقدم علی عمل تطوعي سيشتكي من هم أو ضيق أو فتور و ملل و لن تجد متطوعا غير منجز و غير واثق من نفسه وليس له هدف ،لا يمكن أن نحصي تأثير الساعات التي يقضيها الإنسان بعمل تطوعي علی شعوره تجاه نفسه و تجاه مجتمعه ، إنسان نشأ علی الإيجابية و البذل يستحق أن يكون سفيرا للعطاء .
نهنيء أنفسنا بشبابنا المبادرين الذين أصبحوا جزء جميلا من ذكريات رمضان و مشهدا يقف له المرء إحتراما .