Image title

يوم بعد يوم تقترب العودة وتُقبل المغامرة فمن كان بالأمس صعباً أصبح اليوم عادياً وما كنا نظنه (حقوق) أصبحت (طموحات)وما كنا نسميه بــ (المغامرة) يصبح الأن (واجبــاً) . 
.
بالأمس غادر صديق العمر المملكة تاركاً وراءه خمسة شهور لم يتقاضى راتبه ، كان صديقى مثل حال معظم المصريين العاملين بقطاع المقاولات بالمملكة يبحث عن شركة تستطيع أن تصرف الراتب الشهرى بإنتظام بعدما عرضت عليهم الشركة موافقتها على نقل الكفالة منها مقابل نظيرا مادى يصل الى راتب شهرين يخصم من مستحقاته.
.
فى الوقت الحالى معظم الشركات لا تستطيع دفع رواتب موظفيها بإنتظام ففى فأحسن الشركات وضعاً تعطى عشرة أو تسعة رواتب على مدار العام (كل 40 يوماً) فى حين أن رقم ثمانية هو الأكثر إنتشاراً (كل 45 يوماً).

بالفعل إجتهد صديقى بالبحث عن فرصة عمل فى المملكة ولكن كل الأبواب كانت مقفلة والفرص المتاحة ليست أفضل مما فيه فقرر صديقى نزول الأسرة الى مصر كمرحلة أولى حتى يستطيع توفير بعض المال من جراء تغيير المسكن من عائلى الى مسكن صغير او مشترك بينه وبين زملاء عمله وتوفير مال تعليم الأولاد فإن ما ندفعه فى المملكة يعادل ثلاثة الى اربع أضعاف ما يمكن أن ندفعه فى مصر إن أراد الحفاظ على مستوى التعليم.
.
وفى أثناء ذلك جاءته فرصة عمل فى دولة خليجية على أن يكون هناك فى أقرب وقت حتى لا تضيع الفرصة التى قد رفضها العاما الماضى حين كانت الأمور مستقرة فى المملكة!!!.
.
فتقدم بأجازته السنوية من الشركة فوافقت الشركة على شهرين، كان معظم الشركات فى المملكة تعطى لك معظم مستحقاتك المالية المتأخرة قبل سفرك الى بلدك تاركةً لك شهر واحد ولكن مع تأزم الوضع وعدم توفر السيولة المالية بالشركات، لم تعطى شركته أى مستحقاته بل وعود بدفع المال فى حسابه البنكى.
هل الإستمرار فى الوحل الحالى أفضل من الذهاب الى مجهول جديد؟ ظل هذا السؤال الوجودى فى تفكير صديقى حتى قرر أن المجهول قد يكون فرجاً من الله ورحمة وأفضل من الوحل الذى يعيشه.
.
سافرت عائلته الى مصر بعد إنتهاء إمتحانات السنة ولم يجد وقتاً لبيع عفش بيته فتبرع به الى إحدى الجمعيات الخيرية لعل الله يخرجه من عسرته فى مجهوله الجديد.
.
البعض يستبشر خيرا من رؤية المملكة الجديدة 2030 ولكن ثمار تلك الرؤية لن تتضح إلا بعد ثلاثة سنوات على افضل التقديرات.
من يستطيع الإستمرار ومن يملك ما يغطى تكاليف حياته اليومية ؟؟؟
.
سافر صديقى من المملكة الى البلد الخليجى وفى المطار كانت الكلمات قليلة كانت أقرب الى العزاء والصبر لم أجد ما أقوله له عبر الهاتف إلا كلمات متقطعة.
كان الوضع مبكياً على الحال الذى وصلت إليه بلادنا فلا نستطيع العودة لمصر التى تفتقر الى فرص حقيقة نستطيع بها تأمين أساسيات العيش الكريمة لنا ولأسرتنا ولا نستطيع إستكمال العيش فى الخارج فكلنا نسير فى درب صديقى.
كانت أخر كلماته معى وهو فى الطائرة ..... إدعيلى.
#يارب
#حال_المصريين
#إفرجها_عليه_يارب