الكلماتُ وحدها من تخترق القلبّ، سهمٌ لا يهتريء ..
ووحدها من تجبرُ الكسر الذي يجول في أعماقنا ..
وحدها من تُنقذ روحًا كادت أنّ تسقط دون عودة ..
ووحدها أيضًا تُثبت هويتُنا ، وتعكس أفكارنا ، وتُولد مشاعرُنا ، وتكتم أحزانُنا ..
فمن خط بيده ليس كمن خط بقوله !
لمُجرد أنك تكتب وتتُقن فنّ الكتابة ، هذا يعني أنهُ لن يأتيَك يومًا وتندم على ما كتبتهُ ..
أنّ تتفحص كُل حرفِ في رسالة قُدمت لك ، كأنما تلتمسُ عذرًا لكاتبها ..
أنّ تُضفي رونقًا للحياة وتنثرُ ربيعًا بكلمات يصعبُ على المرء تنافيها ..
أنّ تُبحر بمركبٍ لا يتجرأ لأحدٍ الإبحارَ بهِ ..
وأنّ تخوض معركةً أنتَ الرابح بها على كُل حال ..
وأنّ تبتسم لمن حاول إستفزازك بعلوِ صوته ..
وكأنما تشُق طريقًا لا يستطيع غيركَ تخطيه والفوزُ به ..
أنّ تُسرع لأنجاز عمل ما بكتابة خطواته في مذكرتك ..
وأنّ تحظى بالمركز الأول ورُغم ذلك تحاول ، لتكسبهُ في كل مرة دون كفاية ..
أنّ تتمنى أنّ يُبحر العالم بجانبك ويصعدون سُلمك الذي أجتزتهُ منذُ سنواتٍ ، هذا إنّ دلَّ على شيءٍ ، دلّ على أصالتك وثقتك لا تخاذلك وهوانك ..
" هكذا أنا وسأبقى برفقتك دون تروي ، فلم أسمع من قبل أنَ هُنالك حرفٌ خذل صاحبهُ "
-غادة آل سليمان