https://youtu.be/MBzNtZvTNqY

المشهد المُفضّل عندي من مسلسل الكرتون المدبلج (فلونة) كان مُختلفًا عن المشاهد التي لفتت انتباه الآخرين, لطالما أحبوا منظر البيت المبني فوق الشجرة، ومشهد فلونة وهي لا تستطيع الجلوس بعد أن ضربتها أمها، أو مشهدها وهي ثملة من (العصير) كما جاء في الدبلجة العربية، أو صراعات العائلة مع الذئاب والزلازل.. وغيرها من المشاهد.

مشهدي المفضل لا يتعلق بعائلة روبنسون كروزو أصلًا، بل يتعلق بسلحفاة (كومبارس) في هذا المسلسل، ربما لا يتذكرها أحد. تضع بيضها على الشاطئ وحين يفقس تخرج سلاحف صغيرة وكثيرة تمشي باتجاه البحر وحدها، بلا إرث أبوي، تشق طريقها نحو البحر والحياة دون أن تعرف من أين جاءت وكيف؟ لا أم ترعاها فيُثقلها الخوف من فقدها، لا إخوة وأخوات تتأثر بهم السلحفاة وتخشى من فقد آثارهم، لا أب تهابه وتهاب زوال هيبته حين يتقدم به العمر، لا عائلة تُحمّلها عُقدها وموروثاتها وقيودها وأحلامها المبتورة، لا أصدقاء ينهبهم العُمر مستغلًا زحام الحياة.. لا شيء، لا شيء إلا حياة بكر.. تتفتح في لحظتها.. وتمضي إلى الأمام بلا ماضٍ.