هُناك قلوب لا تنتفضُ للموت ولا تُغدقُ لهُ بالاً ..
قلوب أكدت أنها لا تضرعُ حتى للموت ، قلوبٌ تظنُ أنها صامدة أمام كُلِ غصاتِ الحياة تظنُ أنها ستُخلدُ للأبد ..
ياللأسفِ لا تُخلقُ فينا روحُ لا تخشع ، إلا وقد هلكت هلاكاً عظيمًا..
أما عنكّ يا صاحب القلب القوي كما تعتقد ، الحياة مُجازفة كبيرة وأنتّ تُغامرُ بها كُلها ، فالموت حقُُ علينا من حقوق الله عز جلالهُ ودام ذكرهُ ، فلو خيروكَ بين حياتِكَ وهي فيّ كبدٍ أو موتك وجنةُ الله الدائمة ستختارُ وبكل بساطةٍ أنّ تبقى حياً وهذا واللهُ ليس في الوجود ..
لكن أنّ تؤمن بالموت وتنتفضُ لسماعِ صوتهِ كثيراً، ستتمنى لو أنّ الحياة تُبتلع وتذهبُ ليد الرحمن أمنناً مُطمئِنناً ..
وعندما ننتفضُ رهبةً وحُباً وخشيةً من الله ورحمة على أمواتناً الذين أنقطعت بهم الأسباب و ندعوا لهم عند كُلِ أذآن، ونستودع الرحمن نفوساً أثمرت حياتنا بل خُلقت مننا أو خُلقنا في أرحامهم ومن يدهم كان طعامُنا ..
عندما أهرعُ باكيةً من أجلِ صوت الحق الذي نراهُ ونستشعرهُ دائماً بيننا بل في هذه السنوات الأخيرة كثُرَ ندائُه وطال سماعُهُ ..
عندما نتنفسُ رحيق الفقد ونتجرع مرارة الونين وتستَرجعُ الذاكرة كُل رحلةٍ قضيناها معهم ، هنا فقط نعلم جيداً ونكترث رُغماً عن أُنوفنا ونُردد سلامٌ على الدُنيا و ما فيها ..
" قلباً لا ينتفضُ لذكرِ الموت، هو قلباً لا يسمع صوت "
-غادة آل سليمان