من بينِ كُل البشر إختاروك!

هل يُعقلُ أنّ ينبُتَ في سجنِهمْ زهور؟

من بين الآفِ الأكارمِ قيدوك وتركوا قلبّيَ وحيدًا ، يتيم

لا نورَ بعدُكَ ولا سرورَ ..

أصبحتُ أنظرُ في الصورٍ القديمة ملأتُ بها عينايّ الفقيرة لوجهك البشوش وأنظرُ في السماء لأُهدىءَ حرقة صدري وأُجففُ الدموع ، مُتفائِلةً بضوءٍ يخرجُ من بين الظلام لينتشلُكَ من أيدي المناوِىءُ، وأربطُ على قلبي ووجداني المغموسُِ بالبؤسُ ..

أتمنى أنّهم لا يعذبوك فصوتُك مسموع يا صغيري يا أجمل من عنقودِ العنبِ المفلول ..

أتمنى أنّ يتحاشوكَ وأنتّ بين الجموعِ تنتظر طعام السجون ، تعلم لِما أنا الآن في جمود؟

تُريد أنّ ترى سرباً من الطيور؟

تُريدُ حُضنَ أُمك العطوف؟

يا بُنيَ ليس في الدُنيا شغوفُ لرؤيةِ ذلك الوجهِ البريء ولا هُناكَ أيضاً وجدانُُ لا يموت ..

رؤيتُكَ مُكبلٌ بين يدي الأعداءِ ودمعتُكَ على الأحداقِ وكأنما تتغللُ بصدري كسكينٍ من نارٍ و سعير ..

يداكَ التي تمتدُ لي عند كُلِ زيارةٍ لك بين شُباكٌ من حديد كما أسميتهُ يا فلذتي ، أعدُك أنّ أكون في إنتظاركَ ويدي مليئَةٌ بالثقوب ، الثقوبِ التي أتصدا لها من أجلِ رؤيتُك

لن أقول بأنني سأحملُ لك الدموع بل سأحمل لكَ جُثةً صامدةً لم يعد يهمُها سِوى تحريرُكَ والحبور..

" إعتقالُ قلبّ بين الجموع "

-غادة آل سليمان