ماذا ستقولون للأجيال وهل تركتم لهم مجداً يفخرون به؟ لماذا لايحترمكم الغرب رغم تفانيكم في إرضائه؟ ألا ترون أنه يقلب لكم ظهر المجن ويقابل الإحسان بالسؤء؟ يا لحسرة الاجيال القادمة عندما تستعيد ذاكرة التاريخ فتجد أننا آثرنا الذل والانكسار ومزقنا مجدنا بيدنا وكان بأسنا بيننا شديد. كلما أتأمل حال أمتنا الاسلامية و العربية يمثل أمامي سؤال: ماذا يقولون عنا؟ وهل سيحترمنا الغرب وهو يرى تشرذمنا و تفرقنا؟ لماذا كل منا لايستطيع أن يواري سوءة أخيه بل وتسوِّل له نفسه قتله!؟ فكل منا يبحث عن عيوب الآخر وفضائحه في حين أن الواجب عليه ستره وإن وُجد ذلك. كلٌ من حكامنا يدخل جنته وهو ظالم لنفسه فيقول: ما أظن أن تبيد هذه أبدا ويرى أنه أكثر مالاً وأعز نفرا، ويرى أن أخاه أقل منه مالا وعددا، عجباً لهؤلاء ألا يعتبرون بمن سبقوهم! فكثير من حكامنا أصبح يقلب كفيه على ما أنفق فيها بعد أن رآها خاوية على عروشها وأصبحت كالصريم.

لم نسمع بأمة نهضت وينهش بعضها بعضا ويكيد كل منهم للآخر إنما تنهض الأمم بالوحدة والتكاتف والترفع عن النقائص وتجاوز المحن وتفويت الفرصة على الأعداء وسياسة التعتيم الإعلامي على ما يعتريهم من الوهن وسوء العلاقات. إنني كلما أقراء لتغريدات بعض رجال الدولة في محيطنا العربي يعتصرني الألم لما أراه من التراشق وإنحطاط الكلمات و أرى حروفاً عارية لا تستحي. ليس هذا بالوجه المشرق الذي يمثلنا و لا المجد الذي يشبهنا ولا العز الذي نستحقه. 

إن الأوطان لا تُبنى بالمال وحده ولكنها تُبنى بالرجال الذين لهم (أخلاق) فقط وما سبقنا الأمم بالأمس إلا بالأخلاق وماسبقونا اليوم إلا بها عندما تركنا قيمنا ومُثلنا وأهملنا تراث الأجداد. في عالم اليوم أعداء الأمس أصدقاء اليوم رغم مابينهم من التناحر لسنوات طوال، ونحن نهدم ما بيننا من جسور الوحدة و الثقة والاحترام المتبادل و المجد المؤثل ونقطع مابقي من صلات. 

ياسادة!! أليس فيكم رجل رشيد؟ إحترموا هذه الشعوب و لا تجروها الى أنفاق مظلمة تنسيهم بهجة الأيام النواضر فما زالت في حلوقهم غصة جراء ما تفعلون. يجب ألا تصدق فيكم مقولة صدام حسين التي قالها وكأنه يستنطق المستقبل عندما قال:  أنا حاكمتني أمريكا ولكن انتم ستحاكمكم شعوبكم؟!