و بعد ...
تأتي أيامٌ تتكدّسُ فيها الغيوم
الرمادية التي تحتضِنُ بداخِلها
قطرات المطر كمحارةٍ بداخِلها
اللؤلؤ ، برقٌ كأنهُ السيف و رعدٌ
مُزمجر و بردٌ قارِص ، أقِفُ على
شُرفتي مُتأمّلةً الشارع المُبلل و لعلي
أقرأُ كِتاباً أو أحتسي القهوة ،
ولكن !! بدلا من ذلك تبدأ الذكريات
بدغدةِ مُخيلتي إنها تلك اللحظات
اللطيفة المؤلمة في آنٍ واحد التي
لن تعود ، تمُرّ الأطياف مُروراً ملكياً
أمام عقلك الباطن و تتخيلُ أشخاصاً
دثّرهُم التُراب يجلِسون على تلك
الكراسي القديمة و يتسامرون تحت
سقفٍ طينيٍّ مُهترء و تُطربُهم زخّات
المطر الخفيف ، و فجأة !! ينظرون
إليك وأنت تفيضُ شوقاً لهُم و تودُّ لو
تنكبُّ عليهم بعناقٍ قوي ، تبتسمُ ...
و لوهلةٍ تتداركُ نفسك و تخرُج من خيالك
ذاك لأن أحدهُم كان يُناديك !!
صوتٌ يُشبهُ أصواتهم ، لعلهُ بعضٌ
من ذلك الخيال أو أنّي فعلاً إنتقلتُ
إلى عالمهم و الموت ...؟
منارُ عبدالله 💫