مثلث الرعب 

الجزء الثالث : اتحاد كرة القدم 

على مدى جميع دورات الاتحاد الانتخابية السابقة إي ما بعد عام 2003 كان الاتحاد بمختلف تشكيلاته واقع تحت تأثير ضغط غير طبيعي سواء من قبل وزارة الشباب والرياضة أو من قبل مختلف وسائل الأعلام أو من قبل  بعض الأشخاص الذين يسعون للعمل ضمن منظومة الاتحاد ! وشاهدنا على مدى ثمان سنوات كيف كانت حرب ضروس بين وزير الشباب السابق جاسم محمد جعفر المنتمي لأحد أهم أحزاب السلطة  وبين الكابتن حسين سعيد  المنتمي لكرة القدم الراقية فقط وكيف كان يضغط بكل ما تمتلكه الوزارة من إمكانيات مادية كان يوزعها على شكل رشى بين الحين والأخر تدفع للأندية  الرياضية لتغير قناعاتها واجبراها على مقاطعة عمل الاتحاد حتى وصل الأمر الى التهديد بشكل شخصي عندها أعلن حسين سعيد استقالته من رئاسة الاتحاد لتبدأ مرحلة الكابتن ناجح حمود وتأملنا خيراً بعد إن زالت أسباب الخلاف كما كانت تدعي وزارة جعفر  بأن الكابتن حسين سعيد كان يدير الاتحاد من خارج العراق وبما انه ناجح حمود هو مقيم بالعراق فأن أسباب الخلاف تسقط تلقائياً إلا أن ماحصل كان على العكس تماماً بحيث استمرت الوزارة السابقة بنهجها العدواني ضد اتحاد كرة القدم ! حتى ابتعاد ناجح حمود عن رئاسة الاتحاد وجاءت مرحلة عبدالخالق مسعود لتبدأ مرحلة جديدة من الحرب الباردة بين وزارة السيد عبطان واتحاد عبدالخالق مسعود بعد كل إخفاق يظهر دور الوزارة  بالنقد والتنكيل بالاتحاد في محاولة لكسب الأضواء  ولعب دور المنقذ في نظر الشارع الكروي  الذي فشلت به الوزارة الحالية بامتياز . ويتعرض الاتحاد العراقي بين الحين والأخر الى الهجوم الإعلامي المرئي والمسموع والمقرؤء  ويصل الأمر في بعض الأحيان من قبل بعض الإعلام الغير مهني الى السب والشتم ومهاجمة أعضاء الاتحاد بشكل شخصي  في حين يبرز بين الحين والأخر  البعض من نجوم اللعبة أو من العاملين في احد مفاصلها ليبدأ بشن هجومه المبرمج ضد اتحاد الكرة  دون أن يعي الشارع الرياضي الغايات والنوايا الشخصية من ذلك الهجوم  . وكل هذا يحصل بسبب الشعبية الجارفة للعبة وبسبب سهولة ولوج عالم اللعبة من أي مفصل من مفاصلها فالأمر يتطلب إن يأتي الراغب بالعمل بالالتحاد بتمثيل من احد الأندية عندها  بإمكانه أن يكون احد أعضاء الاتحاد والدليل حجم المرشحين لعضوية الاتحاد الذي بلغ 32 أو أكثر من حجم الجمعية العمومية البالغ 75 شخص  لما تنطوي علية عضوية الاتحاد من امتيازات ومكانة اجتماعية . ولكن لو حاولنا تقييم عمل اتحاد كرة القدم عبر جميع دوراته ما بعد 2003 فلا احد ينكر أن الاتحاد لا يملك أي رؤيا مستقبلية لتطوير اللعبة والاتحاد يتلخص عمله في كيفية إرضاء أعضاء الهيئة العامة في اسأليب اقل ما يقال عنها أنها صبيانية والغريب ا ناي دورة من دورات الاتحاد الانتخابية تعمل على مدى أربعة سنوات من اجل يوم الانتخابات فقط  في كيفية كسب ود الجمعية العمومية وعدم الاختلاف مع أعضائها حتى على حساب اللوائح والقوانين التي وضعت بالتصويت من قبلهم ! غابت الرؤى وانحسر الأفق فأصبحت المصلحة الشخصية أولا وغاب اسم العراق عن الحضور فأصبحنا نستجدي المحاضرين ونستشير بعض الاتحادات التي كنا سببا في تطورها في الزمن الغابر فأصبحت مطالب البعض تنحصر في إن أعضاء الاتحاد ليس من نجوم اللعبة  وكأن رئيس الاتحاد الأسيوي السابق بن همام والحالي سلمان بن إبراهيم كانوا من ابرز مهاجمي منتخباتهم أو رئيس الفيفا السابق والحالي بلاتر وجيوفاني كانوا من نجوم الملاعب فالنجومية على مستوى اللعبة شيء والعمل الإداري شيء آخر . ولكن كان الأحرى بالبعض مما تصدى لمشروع  التغير بالاتحاد أن يعمل على طرح مشروع للعمل المستقبلي وان يجبر الجميع على احترام رؤياه لتطوير واقع كرة القدم العراقية لا أن يطالب باستقالة الأعضاء ليحل هو أو غيره مكانهم ويستمر مسلسل الفشل لأن أسباب الإخفاق ليس شخصية ولا ترتبط بشخوص بقدر ارتباطها بمنظومة متهرئة بسبب العزلة الطويلة التي عاشها العراق ومن ثم ألحقها بمرحلة الفوضى التي يعيشها الآن  فغياب القوانين واللوائح لا يتحملها اتحاد كرة القدم بقدر ما تتحملها وزارة الشباب والرياضة التي عليها فقط تقع مسؤولية سن قوانين بديلة عن قوانين مر عليها عقود وأصبحت غير متلائمة مع متطلبات المرحلة ولكن في نفس الوقت تقع على الاتحاد مسؤولية وضع برنامج عمل واستراتيجيه واضحة للارتقاء بمستوى اللعبة ويضع خارطة طريق واضحة تكون مرجع للجميع وليس العمل بطريقة مبهمة تتلخص في أدارة الدوري بصورة بائسة . وكان ممكن للاتحاد ان يعمل على :

1- اختيار مدير فني للاتحاد على غرار جميع اتحادات العالم والمدير الفني يعتبر هو الفكر الفني للعبة بالاتحاد حيث  تخطيط المناهج ووضع الاستراتجيات منذ المراحل المبكرة ووضع الأهداف حسب المراحل 

2- تفعيل مشروع رعاية الواعدين كمراكز تدريبية تقع تحت رعاية الاتحاد بصورة مباشرة لصناعة أجيال جديدة  للعبة  وفي نفس الوقت يتم استيعاب الأعداد الهائلة من المدربين الذين يخرجهم الاتحاد عبر دوراته التدريبية الأسيوية المتواصلة  .

3- دراسة واستنباط العبر من التجربة الألمانية

4- أقرار المشروع الوطني لرعاية المدرب المحلي 

5- الرعاية المباشرة لدوري الفئات العمرية  ورعايته بشكل كبير عبر الشركات العاملة بالعراق كالشركات النفطية وغيرها و الكثير من الأفكار والرؤى التي طرحتاها بشكل مباشر على طاولة الاتحاد أتمنى أن يلتفت الاتحاد الى طروحات ورؤى الناس المختصين والباحثين الذين تفضلوا بطرح رؤاهم  لتطوير اللعبة بمعزل عن أي مصلحة شخصية غير مصلحة اللعبة وتطويرها ومصلحة العراق لاغير