كيف تتم صناعة المدرب الوطني 

 تشتهر البرتغال دائما بالمدربين الكبار وانتشرت في الفترة الماضية ظاهرة جديدة، خاصة بهجرة الأسماء الكبيرة إلى ملاعب أفريقيا وآسيا بعد نجاح تجربة مانويل جوزيه و فنجادا لذلك ذهب توتي أوليفيرا إلى اتحاد جدة ثم إيران كذلك وجد فيريرا ضالته مع الزمالك المصري وقرر كيروش أخذ المبادرة مع المنتخب الإيراني وفي السنوات الأخيرة نجحت بشكل كبير بتسويف المدربين الى أوربا والعالم حتى بلغ عدد المدربين البرتغاليين في أوربا أكثر من ستة وعشرين مدرباً أول  يقف في مقدمتهم سبيشل ون  مورينهو ومروراً ب فيلاس بواش الذي انقل أخيرا الى الصين بعد الثورة الكبيرة بكرة القدم التي شهدتها بلاد التنين الأحمر وماركو سيلفا مدرب فريق أولمبياكوس وليوناردو جارديم مدرب موناكو لم تتوقف التجربة على هؤلاء فقط بل هناك أسماء أخرى أيضاً انتقلت إلى القارات البعيدة عن أوروبا لكن ما يثير للاهتمام هو استمرار انتشار المدربين البرتغاليين في أوروبا والغريب أن معظمهم من صغار السن في تكرار لتجربة مورينيو وبواش، وكأنهم متفقون مع الكبار جزء يذهب إلى أندية أفريقيا وآسيا، والجزء الصغير يصنع أسهمه داخل القارة العجوز. وتقف خلفهم آله إعلامية كبيرة تتمثل في شركات متخصص وفرق تسويق على أعلى مستوى وشبكة مميزة من مدراء الأعمال والسبب في كل هذا الدعم ولتوجهه في صناعة المدرب هو أن القائمين على كرة القدم بالبرتغال أدركوا أن السبيل الوحيد لتطوير كرتهم يبدأ بتطوير المدرب الذي بدورة سيفتح الأفاق أمام اللاعب البرتغالي بشكل أوسع للانتقال للفرق الكبيرة في أوربا وبالتالي هذا سينعكس بشكل كبير على تطوير اللاعبين الصغار بصورة أفضل وهذا يمنح كرة القدم البرتغالية فرصة للمنافسة مع الكبار بالقارة الأوربية التي تعتبر مهد كرة القدم بالعالم ! الموضوع كبير ولا أريد ادخل في تفاصيله ولكني حاولت إيجاد أي فرصة للتقارب أو للمقارنة بين البرتغال التي يطلق عليها برازيل أوربا في وقت من الأوقات وبين كرة القدم بالعراق التي نالت لقب برازيل أسيا وكيف تدار اللعبة في البلدان اللذان يمتلكان كم هائل من المواهب ولكن الفارق أن هناك تخطيط واحتراف عالي للعبة وفي العراق غاب التخطيط وحلت الهواية بصورتها البدائية محل أدنى مستوى من الاحترافية بالإدارة أواللعب .فالمدرب العراقي يفخر بحصوله على شهادة ال A الأسيوية وهو على أبواب الستين من العمر والتي أهم ما يتعلمه منها هو كيف ينظم منهاج تدريبي وكيف يدير الفريق أثناء المباراة وهذا تأكيد انه خلال أكثر من ثلاثين سنه من عمرة التدريبي كان يعمل بشكل اقرب للفوضى أما مفاهيم التدريب الحقيقية فهي تغيب عنه حتى رحيله عن عالمنا . بسبب الأمية الواضحة للبعض وغياب الطموح وضمان فرص العمل للبعض والغرور والتعالي والاعتقاد الخاطئ بأنه وصل لدرجة الكمال في عالم التدريب الواسع للبعض الآخر لهذا ظلت كرة القدم بالعراق تتغنى بالماضي التليد وصور التاريخ الذي صنعناه في وقت لم تكن الدول المجاورة تهتم بكرة القدم مثل ما تفعل اليوم ومن هنا نجد صعوبة عودة العراق كقوة كروية بالمنطقة بالمستقبل القريب إلا عن طريق وضع إستراتيجية واضحة المعالم على مستوى برامج التعليم المستمر للمدرب العراقي لتطوير قدراته باستمرار والاهم هو وضع حجر الأساس لمشروع بناء المدرب الوطني مع إناطة مهمة تدريب المنتخبات لفريق متكامل من المدربين الأجانب والاعتماد على اللاعبين المغتربين لمحاولة ردم الفجوة واختصار الفارق الزمني بيننا وبين من سبقونا في عالم اللعبة .