زرع المجرمون البعثيون ارض العراق بأشواك العذاب وادوات والات التعذيب ؛ وسقوها بدماء العراقيين الزكية ؛ حتى صبغت ارض الرافدين باللون الاحمر , والسجون والزنازين والمعتقلات التي دشنها الجلادون الصداميون ملئت الوطن من شماله الى جنوبه ؛ اذ لم تخلو مدينة او قرية او قضاء او محافظة من معتقل رهيب او سجن مرعب او دائرة امنية قمعية ... الخ . 

ولو قدرنا مساحة تلك السجون والمعتقلات البعثية  ودوائر القمع والعذاب والتحقيق الصدامية ؛ لبلغت مساحتها الاف الهتكارات , ولتجاوزت الحد وتعدت الوصف ؛ وبما ان العراق الان يحتاج الى كل شبر من ارضه من اجل النهضة العمرانية والتنموية التي تشهدها البلاد ؛ بما فيها الاراضي الشاسعة والتابعة لتلك المؤسسات والدوائر البوليسية والقمعية والوحشية , اذ اراد الأطايب من ابناء الاغلبية والامة العراقية ؛ محو كل اثار الدمار الصدامي والخراب البعثي ؛ وتحويل اماكن البؤس والعذاب والجرائم والسلبيات الى متنزهات ومواقع للترفيه والاستجمام والسعادة والفرح . 

الا ان النخبة الوطنية والغيورة من ابناء الاغلبية العراقية ؛ اعترضوا على ذلك , ومن حقهم الاعتراض ؛ لانهم رأوا في هذا الاجراء ؛ محو لكل سجلات الشهداء والمجاهدين والمناضلين من ابناء الاغلبية والامة العراقية , وطمس لكل معالم الاجرام البعثي والارهاب الصدامي , وتزوير لحقائق التاريخ المعاصر , وقلب الامور رأسا على عقب ؛ فقد يظن الساذج ويجزم الاحمق بان الامور كانت على ما يرام في عهد المجرم صدام ؛ لأنه لا يرى سوى الازهار والورود والحدائق الناضرة والالعاب ... الخ ؛ ويسحب هذه الصور الجميلة الحالية وينسبها الى الزمن الاغبر والسنوات العجاف لحكم شراذم الطائفية والبعثية والعنصرية المجرمة الحاقدة . 

ولكي نضرب عصفورين بحجر واحد ؛ ارى من الحكمة الاستفادة من تلك الاراضي والمنشآت والمؤسسات والدوائر ؛ لصالح العراق والعراقيين وبما يعود عليهم بالنفع والفائدة , مع الاحتفاظ بنفس الوقت بكل الابنية والمحاجر والزنازين وغرف التحقيق والتعذيب في تلك السجون والدوائر والمعتقلات ,  وتجميع ادوات والات العذاب المختلفة والوثائق والصور والفيديوهات وغيرها والتي تبين طرق وكيفية التعذيب والموت ؛ وتحويلها الى متاحف في تلك المتنزهات ومراكز الترفيه ؛ كي لا ينسى ابناء الجيل الحالي والاجيال اللاحقة , ما مر بأسلافهم وابائهم من الام وماسي وعذابات , وليعرفوا ثمن هذه الحرية والسعادة والرفاهية والديمقراطية  ؛ والتي  بذل العراقيون الاحرار الغالي والنفيس من اجل تحقيقها و الاطاحة بالحكم التكريتي البعثي الصدامي الغاشم .