ما من يوم يمر في العراق ؛ الا وترتكب العمالة الاجنبية والغريبة جرما هنا او هناك ؛ و أن تكرار هذا النوع من الجرائم – جرائم ومخالفات العمالة -  يعد مؤشرا على خطر كبير في المجتمع العراقي ، إذ لم يسجل العراق بتاريخه هذا العدد من تلك النوعية من الجرائم ؛ الا بالتزامن مع مجيء العمالة الاجنبية والغريبة ؛ ولعل جرائم العمالة المصرية والعربية والاجنبية في العراق في عقد الثمانينات من القرن المنصرم لا زالت عالقة في الذاكرة العراقية , وقد ذكرت المصادر الامنية وبتاريخ 23/ 4/ 2024 ؛ لوسائل الاعلام , وقوع جريمة مروعة في منطقة الكرادة / بغداد , اذ زار العامل الباكستاني زوجته التي تعمل في منزل ضابط برتبة عقيد في وزارة الداخلية , في منطقة الكرادة  , وحصلت مشادة كلامية بينه وبين زوجته تطورت الى سحب الزوج سكين وطعن زوجته حتى الموت ... ؛ ثم أقدم العامل الباكستاني على الانتحار , بعدما قتل زوجته ...!!

وقد شاهدت مقطعا فيديويا مصورا في وسائل التواصل الاجتماعي ( التيك توك ) لمجموعة من المواطنين العراقيين وهم يشتكون من سكن عوائل باكستانية كاملة وكبيرة في احدى فروع منطقة سبع قصور , بحيث اصبح الفرع مغلقا لهم , ولا يسمحون للأطفال العراقيين في اللعب داخل الفرع , وفي بعض الاحيان يتشاجرون مع المواطنين العراقيين ...؛ وكذلك انتشروا في النجف الاشرف بحجة الدراسة الدينية بشكل ملفت للنظر , بحيث صاروا ينافسون العراقيين ...!! 

وقد رأيت قبل ايام وانا اتجول في احدى الاسواق في بغداد ؛ مجموعة من الناس تمسك بثلاثة اشخاص من العمالة البنغلادشية وهم متلبسون بالسرقة من احدى المحلات ...!!

 البلدان المأزومة كالعراق لا تتحمل ؛ مزيدا من المشاكل والتحديات الخارجية , اذ لديها من المشاكل الداخلية ما يكفيها , لذا نشاهد ان الساسة الوطنيين واصحاب القرار السياسي من اصحاب الدراية والحنكة في مجالي السياسة والاقتصاد في اغلب دول العالم ؛ يسارعون الى تشريع القوانين التي تحمي الوطن والمواطن وتصون ثروات البلاد , ويمضون في تنفيذ تلك القوانين على ارض الواقع بقوة وحزم , ولا يسمحون للغرباء والدخلاء والاجانب من التمتع بثروات بلادهم والتمتع بخيرات اوطانهم على حساب ابناء البلد الاصلاء .

فكلما زادت العمالة الاجنبية والغريبة ؛ زادت البطالة العراقية ؛ والعكس صحيح , و كل عامل اجنبي  يقابله 10 عمال عراقيين عاطلين عن العمل ؛ ووفق الأرقام التي قدّمها وزير العمل والشؤون الاجتماعية أحمد الأسدي ؛ فإنه يوجد مليون عامل أجنبي غير مرخص في العراق... ؛ وأشار الوزير إلى أن تنظيم العمالة الأجنبية سيوفر مئات الآلاف من فرص العمل للعراقيين الذين يعانون البطالة ... ؛ ويبلغ عدد العمالة الأجنبية المرخصة من قبل وزارة العمل نحو 160 ألفا، وذلك بحسب المتحدث الرسمي باسم وزارة العمل والشؤون الاجتماعية نجم العقابي، الذي أوضح أن عدد العمالة غير المرخصة تصل أضعاف هذه الأعداد المعلنة ، إلا أنه لم يحددها برقم معين ... ؛ وبسبب تعدد مصادر القرار وتفشي الفساد في الدوائر المعنية بهذا الملف الحساس والحيوي والخطير , هذه الارقام لا تعكس الحقيقة الواقعية فقد يبلغ العدد رقما كبيرا ؛ يتجاوز المليون ونصف المليون عامل ؛ بينما جيوش العاطلين عن العمل في العراق تزداد كل عام، حيث يشكل الشباب النسبة الأكبر منها وسط غياب الحلول الحكومية لمشكلة البطالة التي تتفاقم يوم بعد يوم، لاسيما  بعد التأكيدات المختصة التي تشير الى إحصائية جديدة لعدد العاطلين عن العمل بالعراق يقدر بنحو ستة ملايين شخص ...!!