في بطولة أوربا الأخيرة كانت واحدة من أهم المباريات التي خضعت للدراسة والتحليل بشكل تفصلي هي مباراة فرنسا وألمانيا ليس بسبب المستوى الفني المميز فقط بل بسبب إن جميع الإحصائيات كانت تشير الى تفوق المنتخب الألماني من حيث عدد التمريرات وعدد اللمسات ومعدلات الاستحواذ إلا النتيجة وحدها فقط هي من تشير الى تفوق المنتخب الفرنسي وأشارت الدراسة في ملخصها الى أن كل ما تم من أرقام لصالح المنتخب الألماني كانت تحدث بعيدا عن مناطق الضغط التي فرضها المنتخب الفرنسي بمعنى أن اغلب أرقام التمرير حدثت عن طريق التمرير العرضي أو التمرير للخلف أو أنها جاءت في  مناطق المنتخب الألماني بعيدا عن الخطورة .ومن هنا أصبحت برامج التحليل أكثر دقة حين تتحدث عن الاستحواذ أو التمرير وتشخص مناطق التفوق لأي فريق لكي تعطي قراءه دقيقة عن طبيعة المباراة . بالأمس جميع الأرقام تؤشر الى تفوق الفريق الكاتلوني بالاستحواذ والتمرير وعدد اللمسات ولكن النتيجة مختلفة بشكل كبير والسبب هو أن كل ما فعله برشلونة على مستوى الاستحواذ والتمرير هو في مناطق بعيدة عن مناطق الضغط الحقيقي لباريس سان جرمان الذي عمل على الضغط في منطقة الوسط بشكل كبير وفعال عن طريق الثلاثي (فيراتي وماتويدي وادريان رابيوت) فشكل هذا الثلاثي أشبه ب(Trap pressure) أو فخ الضغط في منطقة الوسط لغرض عزل لاعبي وسط برشلونة وخصوصاً انيستا وحتى ميسي عندما يعود للخلف عن لاعبي الهجوم لان باريس سان جيرمان لخص الامر على لسان مدربه ايميري ان برشلونه مع كوارديولا كانت قوته بخط الوسط وبرشلونة مع انريكي قوته عندما تصل الكرة لثلاثي الهجوم لهذا تلخص المطلوب في عزل الثلاثي بالامام عن لاعبي الوسط حتى أن ثلاثة من الأهداف جاءت نتيجة كرات مقطوعة من هذه المنطقة وتحولت لهجمات مضادة جاءت منها الأهداف وإحداهن كانت مقطوعة من ميسي لهذا جميع الأرقام بالصورة والتي تدل بشكل واضع على تفوق برشلونة كانت بعيدة عن هذا (الجيب ) طريقة جيب الضغط (Pressure pocket) ليس ابتكار لمباراة الأمس بل هي طريقة قديمة ولكن سوء تعامل انريكي معها جعلها طريقة فعاله بشكل كبير الحلول كانت كثيرة ولكن حال فريق برشلونة لم يتغير منذ انطلاق الموسم ونتيجة الأمس هي حصيلة موسم ونص من التخبطات وعدم وضع الحلول للمشاكل التكتيكية وما تحقق من نتائج بالليجا اغلبها كان بفعل عاملين الأول ضعف المنافس أو تألق اللاعبين وخصوصاً أنيستا وثلاثي الهجوم !