إلى أناي القديمة
التي اختفت في ومضة وتركتني اسأل ما إذا كان هذا تحوّل أم اختفاء قسري؟
أو كيف يمكن لشخوص كثيرة أن تتجسد في صورة إنسان واحد على مراحله المختلفة؟
أجنحة الفراشات سابقًا هي نفس الحجر الموضوع على قلبي الآن .. كيف تتطور الأشياء إلى نقائضها بهذه "الخفة"
-احترت مابين لفظي خفة وسرعة، واستبعدت السرعة لأنني على يقين بأن هذا التحول نتاج فترة ليست بوجيزة من الألم-
أناي العزيزة ...
إن هذه الصورة التي أنا عليها الآن هي أسوأ مما كنت أتصور عن نفسي.
لا أعلم حقيقة كيف يتعايش السيئون مع أنفسهم
وأذكر الآن كل شخص سيئ عرفته مسبقًا وأشفق عليه. لو كنت علمت كيف يشعر تجاه نفسه لما أثقلته بشعوري السلبي تجاهه.
كنت سأحتضن كل السيئون في العالم، كنت سأخبرهم أنهم سرعان ماسيتحولون لشخوص آخرين وربما يكونون أقل أذيّة لذواتهم.
وأستخدمت هنا لفظ "سرعان" لأنني أعتقد أنه لن يحتمل نفسه فترة أطول.
كما أني أتمنى الآن أن يحتضنني العالم، ألا يغلق ذراعيه في وجهي لكوني شخصًا سيئًا.. وأن يتعامل مع هذا السوء كوضع مؤقت، حالة طارئة وستمر..
فأنا لست أدري أين ذهب الشخص الذي كنته ذات يوم، ولست أدري من سأكونه.. لكنّي على يقين بأنّي سأتخلص منّي قريبًا.
سأتخلص مِنّي قريبًا.