يضايقك اللي يوقف يمين الإشارة ويعطل الناس؟ واقف سرا طويل عند دوار، ويجون ناس يسقطون عليك ويسببون زحمة؟
تعرف ليش الناس تسوي كذا؟ هذي ظاهرة خلنا نسميها (أبغى حليب)!!
لما كنت طفل رضيع، كنت تبكي أول ماتحس بالجوع، وماراح تسكت حتى ماما تعطيك حليب. انت هنا راح تبكي بغض النظر عن ظروف ماما: حية؟ميتة؟ مريضة؟ مشغولة؟ تسمعك؟ ماتسمعك؟ مالك علاقة. انت (تبغى حليب) وبس. والسبب إن إدراكك في هالمرحلة متمحور حولك أنت وبس، أنت فعلياً الكون ومحاوره.
مع مرور الوقت تبدأ تدرك أن في محاور غيرك للكون، وشوية شوية تبدأ تتحكم في حاجاتك وكيف تطالب بها. أنت فعلياً مازلت تبغى حليب (الحليب هنا رمز لأي رغبة أو حاجة) لكنك الآن صرت قادر على تفهم ظروف الناس وقوانين الحياة من حولك. يعني لما تكون راغب في (إفراغ معدتك) راح تنتظر لحد ماتلاقي مكان ووقت مناسب،وماراح تعملها في ملابسك. ولما تكون جوعان وتدخل مطعم، مفروض تصف في الطابور مهما كانت شدة جوعك.
عملية تحكمنا في رغباتتا وحاجاتنا تتأثر بعدة عوامل أهمها النضج الاخلاقي والاجتماعي.
لما نوقف عند دوار مزدحم، كلنا نبغى حليب (نبغى ناخذ الدوار عشان رايحين مشوار ومايعجبنا أننا نتأخر). في ناس وصلت لمرحلة نضج اجتماعي وأخلاقي وصارت قادرة تتحكم في رغباتها، صحيح أنا مستعجل، بس الناس هذولا قبلي لازم أنتظرهم. وبعدين هم كمان مستعجلين مو أنا بس.
في ناس مازالوا (أطفال اجتماعياً أو أخلاقياً) وماعنده القدرة على تفهم الصح والخطأ واحتياجات الناس الآخرين.ورغم أنهم في كثير من الأحيان يظهرون هالشي على أنه تصرف قوة وهياط وجرأة، بس في الحقيقة هم بكل بساطة شايلين رضاعاتهم ويصارخون على ماما (أبغى حلييييييييب).
ايش المواقف اللي تلاقي فيها أصحاب الرضاعات؟
طابور في مطعم، في عيادة، عند الإشارة، وأنت تسوق، في مواقف االسيارات (اللي ياخذ موقفين) الأب اللي يصارخ على عياله لأنه متضايق من الشغل، الأم اللي تضرب ولدها لأنها تهاوشت مع زوجها، الزبون اللي يصارخ على العامل لأن طلبه تأخر.
والا إيش رأيك؟
في التدوينة القادمة (تجدها هنا) راح نقول كيف ممكن تخفف غضبك من تصرفات العالم اللي شايلين رضاعاتهم في كل مكان.